أكد عضو اللجنة المركزية في حركة فتح عزام الأحمد بأن اعفاء القطب البارز في الحركة فاروق القدومي من رئاسة الدائرة السياسية لمنظمة التحرير يعني بأن هذه الدائرة لم يعد لها وجود من الناحية العملية مشيرا لأن العالم لم يعد يريد منظمة التحرير الفلسطينية كعنوان ولم يعد يعتمد هذا الإطار.
وأوضح الأحمد ان الرئيس محمود عباس قرر أن يتسلم بنفسه رئاسة الدائرة السياسية كي لا يقال بأنها انتهت تماما معتبرا ان وزارة الخارجية الفلسطينية هي البديل والوريث الشرعي للدائرة السياسية في تونس.
وقال الأحمد ان خطط الرئاسة الفلسطينية تضمنت الحفاظ شكلا على طابع وهوية منظمة التحرير عبر السفارات والبعثات الدبلوماسية في الخارج مطالبا كوادر المنظمة في الساحة التونسية بمعرفة الحقيقة والواقع وهي ان العالم لم يعد يريد منظمة التحرير الفلسطينية.
وأدلى عزام الأحمد بهذه الأحاديث خلال اجتماع مغلق عقده أمس الأول بنخبة من أعضاء الصف الثاني والثالث من متقاعدي حركة فتح والمنظمة في كادر تونس وهو اجتماع أمر به الرئيس عباس في اطار السعي لإحتواء الجدل المتنامي في تونس بعد اغلاق الدائرة السياسية ومكاتب حركة فتح وفرع الصندوق القومي وتحويل جميع أفراد كادر الحركة والمنظمة في اقليم تونس الى ملاك جيش لتحرير الفلسطيني قبل احالة معظمهم الى التقاعد.
وأثارت هذه القرارات ولازالت تثير جدلا عاصفا داخل الوسط الفلسطيني في الساحة التونسية وبين الحكومة الفلسطينية ونظيرتها التونسية أيضا.
وكان عباس قد طلب من عزام الأحمد الاجتماع بنخبة كادر الحركة والمنظمة في الساحة التونسية من الغاضبين بسبب قرارات تخفيض الرواتب وقطع المعونات الطبية ووقف بدل ايجارات المنازل واحالة العشرات الى التقاعد مبكرا.
وحسب شهود عيان لهذا اللقاء ثار نقاش ساخن بين المستائين من أعضاء الكادر وبين موفد الرئيس الفلسطيني عزام الاحمد الذي اقترح على كوادر الدائرة السياسية الذين اجتمع بهم تقديم سيرتهم الذاتية مجددا وتزويده بها لتوزيعهم على السفارات في الخارج، قائلا بانه سيقترح على الرئيس ذلك بعد ان استمع لشكاوى حول البطالة وعدم تحديد مرجعية او مهام لكادر الدائرة السياسية الذي انتقل مع بدايات العام الحالي للمقر الجديد للسفارة الفلسطينية في تونس.
ونقل عن الاحمد في نفس اللقاء قوله ان قرارات احالة المتفرغين في حركة فتح الى كادر جيش التحرير ثم تقاعدهم اتخذت بسبب حالة الإفلاس المالي التي تمر بها الحركة، مشيرا الى ان استثمارات حركة فتح وهمية. وقال: نبحث اليوم عن بقايا هذه الاستثمارات دون التطرق لمسؤولية من أداروا هذه الاستثمارات الوهمية او التطرق للتفاصيل.
وأبلغ الأحمد المستائين الذين اجتمع بهم بأن الرئيس محمود عباس فوجىء بمغادرة الرجل الثاني في حركة فتح ابو ماهر غنيم الأسبوع الماضي لتونس بدون حفل وداع، وقال: فوجئنا بمغادرته وكنا سنقيم له بأمر الرئيس حفل وداع.
وأخذ بعض قادة العمل الفلسطيني في تونس على الرئيس عباس تكليف الأحمد بلقائهم رغم أنه يمثل حركة فتح ولا علاقة له بمنظمة التحرير، وقالت مصادر متابعة لـ'القدس العربي' أن اللقاء الذي عقده الأحمد اقتصر على كوادر من الدرجة الثانية والثالثة ولم يدعى اليه او يشارك به كبار أركان الحركة والمنظمة الموجودين في تونس فقد تغيب عن اللقاء 20 قياديا وقعوا قبل يومين مذكرة ارسلت لأعضاء اللجنة المركزية الحركية تطالب بالتراجع عن قرار اغلاق مكتب حركة فتح في تونس.
وتضمن لقاء الاحمد مع الكادر انتقادات مباشرة للرئيس عباس وأبو ماهر غنيم لانهما أعادا الى سجلات العمل والوظيفة والرواتب حراس مكاتبهما ومنزليهما في العاصمة تونس فيما أوقفت قيود العشرات من غير هؤلاء الحراس.
وقدم أحد الحضور خطبة قصيرة واتهامية لعزام الأحمد قال فيها حرفيا: لقد قمتم بحل مشكلة عدنان ياسين (يقيم الآن في البوسنة ) ومنحتموه جواز سفر وأبقيتم على راتبه رغم اتهامه الرسمي بالتجسس أما أنا فراتبي موقوف منذ عام 2000 لأسباب غير مفهومة.
وطرح الحضور ثلاثة قضايا رئيسة وهي التعامل بنسبة غلاء الصندوق القومي وهي نسبة اضافية على الراتب متاحة للجميع باستثناء المحالين مؤخرا على التقاعد كما طالبوا بمساواتهم بزملائهم في الداخل.
ومن جهته وعد عزام الأحمد أعضاء كادر تونس بالعمل على حل مشكلاتهم الحالية وعرض كتب المعالجات الطبية على الرئيس لاحقا.
وكان هذا اللقاء قد رتب أصلا حتى يمثل عزام الاحمد الرئيس عباس في اللقاء الذي طالب به أعضاء الكادر عشرات المرات وأثار حضور الرئيس عباس لتونس ومغادرتها بدون عقد اي لقاء مع الكادر استياء ً بالغا وسط أبناء الحركة والمنظمة في تونس.
وعلمت 'القدس العربي' ان عباس غادر بدون لقاء الجالية المتعارف عليه وبدون اي مجالسات جانبية كانت معتادة عند زياراته وكذلك غادر بدون بحث قضية ارشيف الرئيس الراحل ياسر عرفات مع الجانب التونسي كما القى عباس محاضرته في مقر حزب التجمع التونسي الحاكم بدون توجيه الدعوة كالعادة لكبار القادة الفلسطينين في تونس وبطبيعة الحال بدون مشاركة فاروق القدومي باستقباله حيث غادر الاخير تونس في اليوم التالي لليوم الذي وصل فيه عباس لتونس متوجها لقطر.