قصائد الخنساء
يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا؟ اِذْ رابَ دهرٌ وكانَ الدّهرُ ريَّاباَ
فابْكي أخاكِ لأيْتامٍ وأرْمَلَة ٍ، وابكي اخاكِ اذا جاورتِ اجناباَ
وابكي اخاكِ لخيلٍ كالقطاعُصباً فقدْنَ لَّما ثوى سيباً وانهاباَ
يعدُو بهِ سابحٌ نهدٌ مراكلهُ مجلببٌ بسوادِ الَّليلِ جلباباَ
حتى يُصَبّحَ أقواماً، يُحارِبُهُمْ، أوْ يُسْلَبوا، دونَ صَفّ القوم، أسلابا
هو الفتى الكامِلُ الحامي حَقيقَتَهُ، مأْوى الضّريكِ اذّا مَا جاءَ منتابَا
يَهدي الرّعيلَ إذا ضاقَ السّبيلُ بهم، نَهدَ التّليلِ لصَعْبِ الأمرِ رَكّابا
المَجْدُ حُلّتُهُ، وَالجُودُ عِلّتُهُ، والصّدقُ حوزتهُ انْ قرنهُ هاباَ
خطَّابُ محفلة ٍ فرَّاجُ مظلمة ٍ انْ هابَ معضلة ً سنّى لهاَ باباَ
حَمّالُ ألويَة ٍ، قَطّاعُ أوديَة ٍ، شَهّادُ أنجيَة ِ، للوِتْرِ طَلاّبا
سُمُّ العداة ِ وفكَّاكُ العناة ِ اذَا لاقى الوَغَى لم يكُنْ للمَوْتِ هَيّابا
________________________________________
وَخَرْقٍ، كأنْضاءِ القميصِ دَوِيّة ٍ، مخوفٍ رداهُ ما يقيمُ بهِ ركبُ
قطعتَ بمجذامِ الرَّواحِ كانَّها اذا حطَّ عنها كورُهَا جملٌ صعبُ
يُعاتِبُها في بَعضِ ما أذنَبَتْ لهُ، فيَضرِبُها، حيناً، وليسَ لها ذَنْبُ
وَ قدْ جعلتْ في نفسهَا انْ تخافهُ وليسَ لها منهُ سَلامٌ ولا حَرْبُ
فَطِرْتَ بها، حتى إذا اشتَدّ ظِمْؤها، وحُبَّ إلى القَوْمِ الإناخَة ُ والشُّرْبُ
انختَ اِلَى مظلومة ٍ غيرِ مسكنٍ حَوامِلُها عُوجٌ، وَأفْنانُها رَطْبُ
فناطَا ليهَا سيفهُ ورداءهُ وَجاءَ إلى أفْياءِ ما عَلّقَ الرَّكْبُ
فأغْفَى قَليلاً، ثمّ طارَ برَحْلِها، ليَكسبَ مجداً، أوْ يَحورَ لها نَهْبُ
فثارَتْ تُباري أعوَجيّاً مُصَدِّراً، طَويلَ عِذارِ الخدّ، جؤجؤه رَحْبُ
_____________________________________________-
يا ابنَ الشّريد، على تَنائي بَيْنِنا، حُيّيتَ، غَيرَ مُقَبَّحٍ، مِكبابِ
فكهٌ عَلَى خيرِ الغذاءِ اذَاغدتْ شهباءُ تقطعُ باليَ الاطنابِ
أرِجُ العِطافِ، مُهفهفٌ، نِعمَ الفتى مُتَسَهِّلٌ في الأهْلِ والأجْنابِ
حامي الحَقيقِ تَخالُهُ عندَ الوَغَى اسداً بيشة َ كاشِرَ الأنيابِ
اسداً تناذرهُ الرّفاقُ ضُبارماً شَثْنَ البَراثِنِ لاحِقَ الأقرابِ
فَلَئِنْ هَلَكْتَ لقد غَنيتَ سَمَيذَعاً مَحْضَ الضّريبَة ِ طَيّبَ الأثوابِ
ضَخْمَ الدّسيعة ِ بالنّدى مُتَدَفّقاً مَأوَى اليَتيمِ وغايَة َ المُنْتابِ
___________________________________________
ارقتُ ونامَ عنْ سهري صحابِي كَأنّ النّارَ مُشْعِلَة ٌ ثِيابي
إذا نَجْمٌ تَغَوّرَ كَلّفَتْني خَوالِدَ ما تَؤوبُ إلى مَآبِ
فقدْ خلَّى ابُو اوفَى خلالاً عَليّ فكُلّها دَخَلَتْ شِعابي
__________________________________________
ما بالُ عَيْنَيْكِ مِنْها دَمْعُها سَرَبُ أراعَها حَزَنٌ أمْ عادَها طَرَبُ
أم ذِكْرُ صَخْرٍ بُعَيْدَ النّوْمِ هَيّجها فالدّمْعُ منها عَلَيْهِ الدّهرَ يَنسكِبُ
يا لهفَ نَفسي على صَخرٍ إذا رَكبَتْ خَيْلٌ لخَيْلٍ تُنادي ثمّ تَضْطَرِبُ
قدْ كانَ حصناً شديدَ الرُّكنِ ممتنعاً لَيثاً إذا نَزَلَ الفِتيانُ أوْ رَكِبُوا
أغَرُّ، أزْهَرُ، مِثلُ البَدرِ صُورَتُهُ، صافٍ، عَتيقٌ، فما في وَجههِ نَدَبُ
يا فارِسَ الخَيْلِ إذْ شُدّتْ رَحائِلُها ومُطعِمَ الجُوّعِ الهَلْكَى إذا سغبوا
كمْ منْ ضرائكَ هلاَّكٍ وَ ارملة ٍ حلُّوا لديكَ فزالتْ عنهمُ الكربُ
سَقْياً لقَبرِكَ من قَبرٍ ولا بَرِحَتْ جودُ الرَّواعدِ تسقيهِ وَ تحتلبُ
مَاذَا تضمَّنَ منْ جودٍ وَ منْ كرمٍ وَ منْ خلائقَ مَا فيهنَّ مُقتضبُ
___________________________________________
يا عَينِ جودي بدَمعٍ منكِ مَسكُوبِ كلؤلؤٍ جالَ في الأسْماطِ مَثقوبِ
انّي تذكَّرتهُ وَالَّليلُ معتكرٌ ففِي فؤاديَ صدعٌ غيرُ مشعوبِ
نِعْمَ الفتى كانَ للأضْيافِ إذْ نَزَلوا وسائِلٍ حَلّ بَعدَ النّوْمِ مَحْرُوبِ
كمْ منْ منادٍ دعا وَ الَّليلُ مكتنعٌ نفَّستَ عنهُ حبالَ الموتِ مكروبِ
وَ منْ اسيرٍ بلاَ شكرٍ جزاكَ بهِ بِساعِدَيْهِ كُلُومٌ غَيرُ تَجليبِ
فَكَكْتَهُ، ومَقالٍ قُلْتَهُ حَسَنٍ بعدَ المَقالَة ِ لمْ يُؤبَنْ بتَكْذيبِ
______________________________________________
تَقولُ نِساءٌ: شِبتِ من غيرِ كَبْرَة ٍ، وَ ايسرُ ممَّا قدْ لقيتُ يشيبُ
أقولُ: أبا حسّانَ: لا العَيشُ طَيّبٌ وَ كيفَ وَ قدْ افردتُّ منكَ يطيبُ
فَتى السّنّ كهلُ الحِلمِ لا مُتَسَرّعٌ ولا جامِدٌ جَعدُ اليَدَينِ جَديبُ
أخُو الفَضْلِ لا باغٍ علَيهِ لفَضْلِهِ ولا هُوَ خُرْقٌ في الوُجوهِ قَطوبُ
اذَا ذكرَ النَّاسُ السَّماحَ منِ امرئٍ وأكْرَمَ أوْ قالَ الصّوَابَ خَطيب
ذكرتكَ فاستعبرتُ وَ الصَّدرُ كاظمٌ عَلَى غصَّة ٍ منهَا الفؤادُ يذوبُ
لَعَمْري لَقَد أوَهْيتَ قلبي عن العَزَا وَ طأطأتَ رأسِي وَ الفؤادُ كئيبُ
لقَدْ قُصِمَتْ مني قَناة ٌ صَليبَة ٌ ويُقْصَمُ عُودُ النَّبْعِ وهْوَ صَليبُ
_____________________________________________
أعَينِ ألا فَابْكي لِصَخْرٍ بدَرّة ٍ اذا الخيلُ منْ طولِ الوجيفِ اقشعرَّتِ
اذا زجروهَا فِي الصَّريخِ وَطابقتْ طِباقَ كِلابٍ في الهِراشِ وهَرّتِ
شددتَّ عصابَ الحربِ اذ هيَ مانعٌ فألْقَتْ برِجْلَيها مَرِيّاً فَدَرّتِ
وَكانتْ اذا مَا رامهَا قبلُ حالبٌ تَقَتْهُ بإيزاغٍ دَماً واقمَطَرّتِ
وَكانَ ابُو حسَّانَ صخرٌ اصابهَا فارغثهَا بالرُّمحِ حتَّى اقرَّتِ
كَراهِيَة ٌ والصّبرُ منكَ سَجيّة ٌ إذا ما رَحى الحرْبِ العَوَانِ استَدَرّتِ
اقامُوا جنابْي رأسهَا وَترافدُوا على صَعْبِها يَوْمَ الوَغى فاسبطَرَّتِ
عَوَانٌ ضَرُوسٌ ما يُنادى وَليدُها تلقَّحُ بالمرَّانِ حتَى استمرَّتِ
حَلَفْتَ على أهْلِ اللّواءِ لَيوضَعَنْ فما أحْنَثَتْكَ الخَيْلُ حتى أبَرّتِ
وخَيْلٌ تُنادى لا هَوَادَة َ بَيْنَها مَرَرْتَ لها دونَ السَّوَامِ ومُرّتِ
كانَّ مدلاً منْ اسودِ تبالة ٍ يكونُ لها حَيثُ استَدارَتْ وكَرّتِ
____________________________________________
لهفي عَلَى صخرٍ فانّي اَرَى لهُ نوافلَ منْ معروفهِ قدْ تولَّتِ
وَلهفي عَلَى صخرٍ لقدْ كانَ عصمة ً لمولاهُ إنْ نَعْلٌ بمولاهُ زَلّتِ
يَعُودُ على مَوْلاهُ مِنْهُ برَأفَة ٍ اذا مَا الموالي منْ اخيهَا تخلَّتِ
وكنتَ إذا كَفٌّ أتَتْكَ عَديمَة ً ترجي نوالاً منْ سحابكَ بلَّتِ
وَمختنقٍ راخَى ابنُ عمرٍو خناقهُ وَغمَّتهُ عنْ وجههِ فتجلَّتِ
وظاعِنَة ٍ في الحَيّ لَوْلا عَطاؤهُ غداة َ غدٍ منْ اهلهَا ما استقلَّتِ
وكُنْتَ لَنا عَيْشاً وَظِلَّ رَبَابَة ٍ إذا نحنُ شِئْنا بالنّوالِ استَهَلّتِ
فتًى كانَ ذا حِلْمٍ أصيلٍ وتُؤدَة ٍ اذَا مَا الحبَى منْ طائفِ الجهلِ حلَّتِ
وَما كرَّ الاَّ كانَ اوَّلَ طاعنٍ ولا أبْصَرَتْهُ الخيلُ إلاّ اقْشَعَرّتِ
فيُدْرِكُ ثأراً ثمّ لم يُخطِهِ الغِنى فمِثْلُ أخي يَوْماً بِهِ العَينُ قَرّتِ
فإنْ طَلَبُوا وِتْراً بَدا بِتِرَاتِهِمْ وَيَصْبِرُ يَحْميهِمْ إذا الخَيلُ وَلّتِ
فلستُ ازرَّا بعدهُ برزَّية ٍ فاذكرهُ الاَّ سلتْ وَتجلَّتِ
______________________________________________-
ألا يا عينِ فانْهَمِري، وقَلّتْ لمرزئة ٍاصبتُ بهَا تولَّتْ
لمرزئة ٍ كانَّ النَّفسَ منهَا بُعَيْدَ النّوْمِ تُشْعَلُ يوْمَ غُلّتْ
ألا يا عَينُ وَيْحَكِ أسْعِديني فقد عَظُمَتْ مُصيبَتُهُ وجلّتْ
مصيبتهُ عليَّ وَروَّعتني فقَدْ خَصّتْ مصيبَتُهُ وعَمّتْ
لوَ أنّ الكَفّ تُقْبَلُ في فِداهُ بذلتُ يدِي اليمينَ لهُ فشلَّتْ
كَما وَالى علَيَيْنا مِنْ نَداهُ، وَشادَ لنَا المكارمَ فاستهلَّتْ
فلمْ ينزعْ وَما قصرتْ يداهُ وَلمْ يبلغْ ثنائِي حيثُ حلَّتْ
__________________________________________________ _
يا عَينِ جُودي بالدّموع المُسْتَهِلاّتِ السّوَافِحْ
فَيْضاً كما فاضَتْ غُرُوبُ بُ المترعاتِ منَ النَّواضحْ
و ابكَي لصخرٍ اذْ ثوَى بينَ الضَّريحة ِ والصَّفائحْ
رمساً لدَى جدثٍ تذيعُ م بتربهِ هوجُ النَّوافحْ
السّيّدُ الجِّحْجاحُ وابنُ السَّادة ِ الشُّمِّ الجحاجحْ
الحاملُ الثّقلَ المهمَّ م مِنَ المُلِمّاتِ الفَوادحْ
الجابِرُ العَظْمَ الكَسيرَ مِنَ المُهاصِرِ والمُمَانحْ
الواهِبُ المِئَة ِ الهِجَانِ نِ من الخناذيذِ السوابحْ
الغافِرُ الذّنْبِ العَظيمِ لذي القرابة ِ وَ الممالحْ
بتعمُّدٍ منهُ وَحلمٍ م حينَ يبغي الحلمَ راجحْ
ذاكَ الّذي كُنّا بِهِ نشفي المراضَ منَ الجوانحْ
وَيَرُدّ بادِرَة َ العَدوّ وَنخوة ََ الشَّنفِ المكاشحْ
فأصابَنَا رَيْبُ الزّمَانِ نِ فنالنَا منهُ بناطحْ
فكانَّمَا امَّ الزَّما نُحُورَنا بمُدَى الذّبائِحْ
فَنِساؤنا يَنْدُبْنَ نَوْحاً حاً بعدَ هادية ِ النَّوائحْ
يحننَّ بعدَ كَرى العيو نِ حنينَ والهة ٍ قوامحْ
شَعِثَتْ شواحِبَ لا يَنينَ اذَّا وَنَى ليلُ النَّوائحْ
يَنْدُبْنَ فَقْدَ أخي النّدى وَالخيرِ وَالشّيمِ الصَّوالحْ
والجُودِ والأيْدي الطّوالِ المُسْتَفيضاتِ السّوامِحْ
فالآنَ نحنُ ومَنْ سِوَانا نَامثلُ اسنانِ القوارحْ
______________________________________________
ذَري عنكِ أقوالَ الضّلالِ، كَفى بنا لكبشِ الوغَى في اليومِ وَ الأمسِ ناطحَا
فَخالِدُ أوْلى بالتّعَذّرِ مِنْكُمُ غداة ََ علاَ نهجاُ منَ الحقِّ واضحاَ
عليكمْ باذنِ اللهِ يرجِي مصمّماً سوانحَ لا تكبُو لهَا وَبوارحَا
نَعوا مالكاً بالتَّاجِ لمَّا هبطنهُ عوابسُ في هَابي الغبارِ كوالحَا
فإنْ تَكُ قد أبكَتْكَ سلمى بمالِكٍ تركنَا عليهِ نائحاتٍ وَنائحَا
_______________________________________________
لا تَخَلْ أنّني لقيتُ رواحا بَعْدَ صَخْرٍ حتى أثَبْنَ نُوَاحَا
من ضَميري بلَوْعَة ِ الحُزْنِ حتى نَكَأ الحُزْنُ في فُؤادي فِقاحا
لاَ تخلني انّي نسيتُ وَلا بلَّ فُؤادي ولوْ شَرِبْتُ القَراحا
ذِكْرَ صَخْرٍ إذا ذَكَرْتُ نَداهُ عِيلَ صَبري برُزْئِهِ ثمّ باحا
انَّ في الصَّدر اربعاً يتجاوبنَ م حنيناً حتَّى كسرنَ الجناحَا
دَقّ عَظْمي وهاضَ مني جَناحي هُلْكُ صَخْرٍ فَما أُطِيقُ براحا
مَن لِضَيْفٍ يحلّ بالحيّ عانٍ بَعْدَ صَخْرٍ إذا دَعاهُ صُياحا
وَعليهِ اراملُ الحيّ وَالسَّفرُ م وَمُعْتَرُّهُمْ بهِ قدْ ألاحا
وعطايَا يهزُّها بسماحٍ وطماحٍ لمنْ ارادَ طماحَا
ظفرٌ بالامورِ جلدٌ نجيبٌ وَاذَا ما سَما لحربٍ اباحَا
وبحِلْمٍ إذا الجَهُولُ اعْتَراهُ يردعُ الجهلَ بعدَ ما قدْ اشاحَا
انَّني قدْ علمتُ وجدكَ بالحمدِ م واطلاقكَ العناة ََ سماحَا
فارسٌ يضربُ الكتيبة َ بالسَّيف م اذا ازدفَ العويلُ الصُّياحا
يقبلُ الطَّعنَ للنُّحورِ بشزرٍ حينَ يسمو حتَّى يلينَ الجراحَا
مقبلاتٌ حتّى يولّينَ عنهُ مدبراتٍ وَمَا يرذنَ كفاحَا
كمْ طريدٍ قدْ سكَّنَ الجأشَ منهُ كان يَدْعُو بصفّهنّ صُراحا
فارِسُ الحَرْبِ والمُعَمَّمُ فيها مدرهُ الحربِ حينَ يلقى نطاحَا
_________________________________________________--
جَرى ليَ طيرٌ فِي حمامٍ حذرتهُ عليكَ ابنَ عمرٍو منْ سنيحٍ وَبارحِ
فلمْ ينجِ صخراً مَا حذرتُ وَغالهُ مواقعُ غادٍ للمنونِ ورائحِ
رَهينة ُ رَمْسٍ قد تَجرّ ذُيولها علَيهِ سوافي الرّامساتِ البَوارحِ
فيا عينِ بكّي لأمرىء ٍ طارَ ذكره لهُ تبكي عينُ الرَّاكضاتِ السَّوابحِ
وَكلُّ طويلِ المتنِ اسمرَ ذابلٍ وَكلُّ عتيقٍ فِي جيادِ الصَّفائحِ
وَكلُّ دلاصٍ كالاضاة ِ مذالة ً وَكلُّ جوادٍ بّين العتقِ قارحِ
وكلّ ذَمُولٍ كالفَنيقِ شِمِلّة ٍ وكلّ سريعٍ، آخرَ اللّيلِ، آزِحِ
وللجارِ يوماً إنْ دَعا لمَضيفَة ٍ دعَا مستغيثاً اوَّلاً بالجوابحِ
أخو الحَزْمِ في الهَيجاءِ والعزْمِ في التي لوقعتهَا يسودُّ بيضُ المسايحِ
حسيبٌ لبيبٌ متلفٌ مَا افادهُ مُبيحُ تِلادِ المُسْتَغشّ المكاشِحِ
_______________________________________________
أعينيّ جودا ولا تجمُدا ألا تبكيانِ لصخرِ النّدى ؟
ألا تبكيانِ الجريءَ الجميلَ ألا تبكيانِ الفَتى السيّدا؟
إذا القوْمُ مَدّوا بأيديهِمِ إلى المَجدِ مدّ إلَيهِ يَدا
فنالَ الذي فوْقَ أيديهِمِ من المجدِ ثمّ مضَى مُصْعِدا
يُكَلّفُهُ القَوْمُ ما عالهُمْ وإنْ كانَ أصغرَهم موْلِدا
طَويلَ النِجادِ رَفيعَ العِمادِ قد سادَ عَشيرَتَهُ أَمرَدا
تَرى المجدَ يهوي الَى بيتهِ يَرى افضلَ الكسبِ انْ يحمدَا
وَانَ ذكرَ المجدُ الفيتهُ تَأزّرَ بالمَجدِ ثمّ ارْتَدَى