Admin Admin
عدد المساهمات : 669 نقاط : 1362 تاريخ التسجيل : 12/08/2009 العمر : 34 الموقع : دمشق
| موضوع: أعلام في سماء التاريخ الإسلامي الجمعة يناير 08, 2010 10:13 pm | |
| الإمام إبن الجوزي نسبه:
هو الإمام العلامة الحافظ جمال الدين أبي الفرج عبدالرحمن بن علي بن محمد بم عبيدالله بن عبدالله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبدالله القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي البكري البغدادي الحنبلي.. عالم العراق وواعظ الآفاق, واعظ ومفسر وفقيه ومحدث ومؤرخ, صاحب التصانيف السائرة في فنون العلم.
مولده:
ولد تقريباً سنة عشر وخمس مائه أو قبلها..
سبب تسميته بالجوزي:
عرف جده بالجوزي, لوجود جوزة في داره بواسط لم يكن بواسط جوزة سواها.
نشأته:
نشأ الإمام إبن الجوزي يتيماً, فقد مات أبوه وله ثلاث سنين فربته عمته وأقاربه تجار في النحاس.
طلبه للعلم:
لما ترعرع الإمام إبن الجوزي حملته عمته إلى الحافظ إبن ناصر فاعتنى به وأسمعه الكثير وحصل له من الحظوة في الوعظ ما لم يحصل لأحد قط وحضر مجالسه ملوك ووزراء بل وخلفاء وراء الستر, ويقال في بعض المجالس حضره مائة ألف, وقد تاب على يده مائة ألف وأسلم عشرون ألفاً.
من بدائع كلامه: -قال: عقارب المنايا تلسع وخدران جسم الأمل يمنع الإحساس وماء الحياة في إناء من العمر يرشح بالأنفاس. -وقال: من قنع طاب عيشه, ومن طمع طال طيشه. -وقال لوليّ أمر: اذكر عند القدرة عدل الله فيك, وعند العقوبة قدرة الله عليك, وإياك أن تشفي غيظك بسقم دينك. -وقال في وعظه: يا أميرالمؤمنين إن تكلمت خفت منك وإن سكت خفت عليك, فأنا أقدم خوفي عليك على خوفي منك, أقول قول الناصح أتق الله, خير من قول القائل أنتم أهل بيت مغفور لكم.
أقوال العلماء فيه:
-قال ابن رجب في ترجمته له في كتاب ذيل طبقات الحنابلة: هو الحافظ المفسر الفقيه الواعظ الأديب, شيخ وقته وإمام عصره.
-وقال أبن النجار في الأعلام: من تأمل ما جمعه بان له حفظه وإتقانه ومقداره في العلم, وكان رحمه الله مع هذه الفضائل والعلوم الواسعة ذا أوراد وتأله, وله نصيب من الأذواق الصحيحة, وحظ من شرب حلاوة المناجاة, وقد أشار هو إلى ذلك, ولا ريب أن كلامه في الوعظ والمعارف ليس بكلام ناقل أجنبي مجرد عن الذوق, بل كلام مشارك فيه.
-وقال الموفق عبداللطيف:كان ابن الجوزي لطيف الصورة حلو الشمائل رخيم النغمة موزون الحركات والنغمات لذيذ المفاكهة يحضر مجلسه مائة ألف أو يزيدون لا يضيع من زمانه شيئاً يكتب في اليوم أربع كراريس, وله في كل علم مشاركة, ولكنه في التفسير من الأعيان وفي الحديث من الحفاظ وفي التاريخ من المتوسعين, ولديه فقه كاف وأما السجع الوعظي فله فيه ملكة قوية.
-وقال الحافظ بن الدبيني: شيخنا الإمام جمال الدين إبن الجوزي صاحب التصانيف في فنون العلم من التفاسير والفقه, والحديث والوعظ والرقائق والتواريخ وغير ذلك, وإليه انتهت معرفة الحديث وعلومه والوقوف على صحيحه من سقيمه, وله فيه المصنفات من المسانيد والأبواب والرجال, ومعرفة ما يحتج به في أبواب الأحكام والفقه, وما لا يحتج به من الأحاديث الواهية الموضوعة والانقطاع والإتصال وله في الوعظ العبارة الرائقة والإشارات الفائقة, والمعاني الدقيقة, والاستعارة الرشيقة.
مصنفاته:
خلف لنا الإمام بن الجوزي رحمه الله عزوجل العديد من المصنفات يصل مجموعها مائتان ونيف وخمسون كتاباً في مختلف العلوم والفنون منها في التفسير والحديث وأصول الدين والزهديات والتاريخ والفقه والطب والوعظ والفنون المختلفة منها:
مصنفاته في التفسير:
-المغني في التفسير. -زاد المسير في علم التفسير. -تيسير البيان في تفسير القرآن. -تذكرة الأريب في تفسير الغريب. -غريب الغريب. -نزهة العيون النواظر في الوجوه والنظائر. -الوجوه النواظر في الوجوه والنظائر. -الإشارة إلى القراءة المختارة. -تذكرة المنتبه في عيون المشتبه. -فنون الأفنان في عيون علوم القرآن. -ورد الأغصان في فنون الأفنان. -عمدة الراسخ في معرفة المنسوخ والناسخ. -المصفى بأكف أهل الرسوخ في علم الناسخ والمنسوخ.
مصنفاته في أصول الدين:
-منتقد المعتقد. -منهاج الوصول إلى علم الأصول. -بيان غفلة القائل بقدم أفعال العبادة. -غوامض الإلهيات. -مسلك العقل. -منهاج أهل الإصابة. -السر المصون. -دفع شبه التشبيه. -الرد على المتعصب العنيد.
مصنفاته في الحديث والزهديات:
-جامع المسانيد بألخص الأسانيد. -الحدائق. 34 جزء. -نفي النقل. -المجتبى. -النزهة. -عيون الحكيات. -ملتقط الحكايات. -إرشاد المريدين في حكايات السلف الصالحين. -روضة الناقل. -غرر الأثر. -التحقيق في أحاديث التعليق. -المديح. -الموضوعات من الأحاديث المرفوعات. -العلل المتناهية في الأحاديث الواهية. -الكشف لمشكل الصحيحين. -الضعفاء والمتروكين. -أعلام العالم بعد رسوخه في الفقه والتحديث بمقدار المنسوخ من الحديث ومنسوخه. -أخبار أهل الرسوخ في الفقه والتحديث بمقدار المنسوخ من الحديث. -السهم المصيب. -أخاير الذخائر. -الفوائد عن الشيوخ. -مناقب أصحاب الحديث. -موت الخضر. -مختصره. -المشيخة. -المسلسلات. -المحتسب في النسب. -تحفة الطلاب. -تنوير مدلهم الشرف. -الألقاب. -فضائل عمر بن الخطاب. -فضائل عمر بن عبدالعزيز. -فضائل سعيد بن المسيب. -فضائل الحسن البصري. -مناقب الفضيل بن عياض. -مناقب بشر الحافي. -مناقب إبراهيم بن أدهم. -مناقب سفيان الثوري. -مناقب الإمام الشافعي. -مناقب أحمد بن حنبل. -مناقب معروف الكرخي. -مناقب رابعة العدوية. -مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن. -صفوة الصفوة. -صفة الصفوة. -منهاج القاصدين. -المختار من أخبار الأخيار. -القاطع لمحال اللجاج بمحال الحجاج. -عجالة المنتظر لشرح حال الخضر. -النساء وما يتعلق بآدابهن. -الجوهر. -المغلق.
مصنفاته في التاريخ:
-درة الإكليل- أربع مجلدات -تلقيح فهوم أخل الأثر في عيون التواريخ والسير. -المنتظم في تاريخ الملوك والأمم. -شذور العقود في تاريخ المعهود. -طرائف الطرائف في تاريخ السوالف. -مناقب بغداد.
مصنفاته في الفقه:
-الإنصاف في مسائل الخلاف. -جُنة النظر وجنة النظر وهي التعليقة الوسطى. -معتصر المختصر في مسائل النظر. -عمدة الدلائل في مشتهر المسائل وهي التعليقة الصغرى. -المذهب في المذهب. -مسبوك الذهب. -النبذة. -العبادات الخمس. -أسباب الهداية لأرباب البداية. -كشف الظلمة عن الضياء في رد دعوى. -رد اللوم والضيم في صوم يوم الغيم.
مصنفاته في علوم الوعظ:
-اليواقيت في الخطب. -المنتخب في النوب. -منتخب النخب. -نسيم الرياض. -اللؤلؤ. -كنز المذكر. -موافق المرافق. -شاهد ومشهود. -واسطات العقود من شاهد ومشهود. -اللهب. -المدهش. -صبا نجد. -محادثة العقل. -لقط الجمان. -معاني المعاني. -فتوح الفتوح. -التعازي المدركية. -العقد المقيم -نكت المجالس البدرية. -نزهة الأديب. -منتهى المنتهى. -تبصرة المبتدئ. -الياقوتة. -تحفة الوعاظ. -المرتجل في الوعظ. -ذخيرة الواعظ. -الزند الوري في الوعظ الناصري. -الفصول الوعظية على حروف المعجم. -المعشوق في الوعظ. -المجالس اليوسفية في الوعظ. -الوعظ المقبري. -زاهر الجواهر في الوعظ.
مصنفاته في فنون مختلفة:
-ذم الهوى. -صيد الخاطر. -أحكام بأحكام الأشعار. -القصاص والمذكرين. -تقويم اللسان. -الأذكياء. -الحمقى. -تلبيس إبليس. -لقط المنافع في الطب. -الشيب والخضاب. -الطب الروحاني. -المقامات. -الفجر النوري. -أعمار الأعيان. -الثبات عند الممات. -تنوير الغبش في فضل السود والحبش. -الحث على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ. -أشراف الموالي. -أعلام الأحياء بأغلاط الأحياء. -تحريم المحل المكروه. -المصابيح لدعوة الإمام المستضئ. -عطف العلماء على الأمراء والأمراء على العلماء. -النصر على مصر. -المجد العضدي. -مناقب الستر الرفيع. -بيان الخطأ والصواب عن أحاديث الشهاب. -الباز الأشهب المنقض على من خالف المذهب. -الوفا بفضائل المصطفى صلى الله عليه وسلم. -النور في فضائل الأيام والشهور. -العزلة. -الرياضة. -منهاج الإصابة في محبة الصحابة. -فنون الألباب. -الظرفاء والمتحابين. -مناقب أبي بكر. -مناقب علي. -فضائل العرب. -الأمثال. -المنفعة في المذاهب الأربعة. -المختار من الأشعار. -رؤوس القوارير. -الأنس والمحبة. -المطرب الملهب. -الفاخر في أيام الإمام الناصر. -المجد الصلاحي. -لغة الفقه. -غريب الحديث. -ملح الأحاديث. -سلوة الأحزان. -قيام الليل. -المحادثة. -المناجاة. -كنز المذكر. -النحاة الخواتيم. -المرتقى لمن أتقى. -زين القصص. -نسيم الرياض.
وفاته:
كانت جنازته مشهودة شيّعه الخلائق إلى مقبرة باب حرب وذلك يوم الجمعة ثالث عشر شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمس مائة وقد قارب التسعين.
المصادر: -صفة الصفوة. -ذيل طبقات الحنابلة. -تذكرة الحفاظ للذهبي. -الأعلام-محمد بن محمود الحسن أبو عبدالله محب الدين ابن النجار. | |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 669 نقاط : 1362 تاريخ التسجيل : 12/08/2009 العمر : 34 الموقع : دمشق
| موضوع: رد: أعلام في سماء التاريخ الإسلامي الجمعة يناير 08, 2010 10:13 pm | |
| ستون موعظة مؤثرة منتقاة
من روائع مواعظ العلامة الواعظ الشهير أبي الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى
1- اخواني : الذنوب تغطي على القلوب ، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى ، و من علم ضرر الذنب استشعر الندم .
2- يا صاحب الخطايا اين الدموع الجارية ، يا اسير المعاصي إبك على الذنوب الماضية ، أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما أنبت ، واحسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت ، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت ، ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت ؟
3- أسفاً لعبد كلما كثرت اوزاره قلّ استغفاره ، و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور .
4- اذكر اسم من إذا اطعته افادك ، و إذا اتيته شاكراً زادك ، و إذا خدمته أصلح قلبك و فؤادك
5- أيها الغافل ما عندك خبر منك ! فما تعرف من نفسك إلا ان تجوع فتاكل ، و تشبع فتنام ، و تغضب فتخاصم ، فبم تميزت عن البهائم !
6- واعجباً لك ! لو رايت خطاً مستحسن الرقم لأدركك الدهش من حكمة الكاتب ، و انت ترى رقوم القدرة و لا تعرف الصانع ، فإن لم تعرفه بتلك الصنعة فتعجّب ، كيف اعمى بصيرتك مع رؤية بصرك !
7- يا من قد وهى شبابه ، و امتلأ بالزلل كتابه ، أما بلغك ان الجلود إذا استشهدت نطقت ! اما علمت ان النار للعصاة خلقت ! إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها ، فتذكر أن التوبة تحجب عنها ، و الدمعة تطفيها .
8- سلوا القبور عن سكانها ، و استخبروا اللحود عن قطانها ، تخبركم بخشونة المضاجع ، و تُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع ، و المسافر يود لو انه راجع ، فليتعظ الغافل و ليراجع .
9- يا مُطالباً باعماله ، يا مسؤلاً عن افعاله ، يا مكتوباً عليه جميع أقواله ، يا مناقشاً على كل أحواله ، نسيانك لهذا أمر عجيب !
10- إن مواعظ القرآن تُذيب الحديد ، و للفهوم كل لحظة زجر جديد ، و للقلوب النيرة كل يوم به وعيد ، غير أن الغافل يتلوه و لا يستفيد
11- كان بشر الحافي طويل السهر يقول : أخاف أن يأتي أمر الله و أنا نائم
12- من تصور زوال المحن و بقاء الثناء هان الابتلاء عليه ، و من تفكر في زوال اللذات وبقاء العار هان تركها عنده ، و ما يُلاحظ العواقب إلا بصر ثاقب .
13- عجباً لمؤثر الفانية على الباقية ، و لبائع البحر الخضم بساقية ، و لمختار دار الكدر على الصافية ، و لمقدم حب الأمراض على العافية .
14- قدم على محمد بن واسع ابن عم له فقال له من اين اقبلت ؟ قال : من طلب الدنيا ، فقال : هل ادركتها ؟ قال لا ، فقال : واعجباً ! انت تطلب شيئاً لم تدركه ، فكيف تدرك شيئاً لم تطلبه .
15- يُجمع الناس كلهم في صعيد ، و ينقسمون إلى شقي و سعيد ، فقوم قد حلّ بهم الوعيد ، و قوم قيامتهم نزهة و عيد ، و كل عامل يغترف من مشربه .
16- كم نظرة تحلو في العاجلة ، مرارتها لا تُـطاق في الآخرة ، يا ابن أدم قلبك قلب ضعيف ، و رأيك في إطلاق الطرف رأي سخيف ، فكم نظرة محتقرة زلت بها الأقدام
17- ياطفل الهوى ! متى يؤنس منك رشد ، عينك مطلقة في الحرام ، و لسانك مهمل في الآثام ، و جسدك يتعب في كسب الحطام .
18- أين ندمك على ذنوبك ؟ أين حسرتك على عيوبك ؟ إلى متى تؤذي بالذنب نفسك ، و تضيع يومك تضييعك أمسك ، لا مع الصادقين لك قدم ، و لا مع التائبين لك ندم ، هلاّ بسطت في الدجى يداً سائلة ، و أجريت في السحر دموعاً سائلة .
19- تحب اولادك طبعاً فأحبب والديك شرعاً ، و ارع أصلاً أثمر فرعاً ، و اذكر لطفهما بك و طيب المرعى أولاً و اخيرا ، فتصدق عنهما إن كانا ميتين ، و استغفر لهما و اقض عنهما الدين
20- من لك إذا الم الألم ، و سكن الصوت و تمكن الندم ، ووقع الفوت ، و أقبل لأخذ الروح ملك الموت ، و نزلت منزلاً ليس بمسكون ، فيا أسفاً لك كيف تكون ، و اهوال القبر لا تطاق .
21- كأن القلوب ليست منا ، و كان الحديث يُعنى به غيرنا ، كم من وعيد يخرق الآذانا .. كأنما يُعنى به سوانا .. أصمّنا الإهمال بل اعمانا .
22- يا ابن آدم فرح الخطيئة اليوم قليل ، و حزنها في غد طويل ، ما دام المؤمن في نور التقوى ، فهو يبصر طريق الهدى ، فإذا أطبق ظلام الهوى عدم النور
23- انتبه الحسن ليلة فبكى ، فضج اهل الدار بالبكاء فسالوه عن حاله فقال : ذكرت ذنباً فبكيت ! يا مريض الذنوب ما لك دواء كالبكاء
24- يا من عمله بالنفاق مغشوش ، تتزين للناس كما يُزين المنقوش ، إنما يُنظر إلى الباطن لا إلى النقوش ، فإذا هممت بالمعاصي فاذكر يوم النعوش ، و كيف تُحمل إلى قبر بالجندل مفروش .
25- ألك عمل إذا وضع في الميزان زان ؟ عملك قشر لا لب ، و اللب يُثقل الكفة لا القشر
26- رحم الله أعظما ً نصبت في الطاعة و انتصبت ، جن عليها الليل فلما تمكن و ثبت ، و كلما تذكرت جهنم رهبت و هربت ، و كلما تذكرت ذنوبها ناحت عليها و ندبت .
27- يا هذا لا نوم أثقل من الغفلة ، و لا رق أملك من الشهوة ، و لا مصيبة كموت القلب ، و لا نذير أبلغ من الشيب .
28- إلى كم اعمالك كلها قباح ، اين الجد إلى كم مزاح ، كثر الفساد فأين الصلاح ، ستفارق الأرواح الأجساد إما في غدو و إما في رواح ، و سيخلو البلى بالوجوه الصباح ، أفي هذا شك ام الأمر مزاح . 29- فليلجأ العاصي إلى حرم الإنابة ، و ليطرق بالأسحار باب الإجابة ، فما صدق صادق فرُد ، و لا اتى الباب مخلص فصُد ، و كيف يُرد من استُدعي ؟ و إنما الشان في صدق التوية .
30- إخواني : الأيام مطايا بيدها أزمة ركبانها ، تنزل بهم حيث شاءت ، فبينا هم على غواربها ألقــتهم فوطئتهم بمناسمها .
31- النظر النظر إلى العواقب ، فإن اللبيب لها يراقب ، أين تعب من صام الهواجر ؟ و أين لذة العاصي الفاجر ؟ فكأن لم يتعب من صابر اللذات ، و كان لم يلتذ من نال الشهوات .
32- حبس بعض السلاطين رجلاً زماناً طويلا ثم اخرجه فقال له : كيف وجدت محبسك ؟ قال : ما مضى من نعيمك يوم إلا و مضى من بؤسي يوم ، حتى يجمعنا يوم
33- جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ، فواعجباً ممن لم ير محسناً سوى الله عز وجل كيف لا يميل بكليته إليه .
34- إحذر نفار النعم فما كل شارد بمردود ، إذا وصلت إليك أطرافها فلا تُنفر أقصاها بقلة لشكر .
35- اجتمعت كلمة إلى نظرة على خاطر قبيح و فكرة ، في كتاب يًحصي حتى الذرة ، و العصاة عن المعاصي في سكرة ، فجنو من جِنى ما جنوا ، ثمار ما قد غرسوه .
36- يا هذا ! ماء العين في الأرض حياة الزرع ، و ماء العين على الخد حياة القلب .
37- يا طالب الجنة ! بذنب واحد أُخرج ابوك منها ، أتطمع في دخولها بذنوب لم تتب عنها ! إن امرأً تنقضي بالجهل ساعاته ، و تذهب بالمعاصي أوقاته ، لخليق ان تجري دائماً دموعه ، و حقيق أن يقل في الدجى هجوعه .
38- أعقل الناس محسن خائف ، و أحمق الناس مسئ آمن .
39- لا يطمعن البطال في منازل الأبطال ، إن لذة الراحة لا تنال بالراحة ، من زرع حصد و من جد وجد ، فالمال لا يحصل إلا بالتعب ، و العلم لا يُدرك إلا بالنصب ، و اسم الجواد لا يناله بخيل ، و لقب الشجاع لا يحصل إلا بعد تعب طويل .
40- كاتبوا بالدموع فجائهم الطف جواب ، اجتمعت أحزان السر على القلب فأوقد حوله الأسف و كان الدمع صاحب الخبر فنم .
41- كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره ، و شهره يهدم سنته ، و سنته تهدم عمره ، كيف يلهو من يقوده عمره إلى اجله ، وحياته على موته .
42- إخواني : الدنيا في إدبار ، و اهلها منها في استكثار ، و الزارع فيها غير التقى لا يحصد إلا الندم .
43- ويحك ! أنت في القب محصور إلى ان ينفخ في الصور ، ثم راكب أو مجرور ، حزين او مسرور ، مطلق او مأسور ، فما هذا اللهو و الغرور !
44- بأي عين تراني يا من بارزني و عصاني ، بأي وجه تلقاني ، يا من نسي عظمة شاني ، خاب المحجوبون عني ، و هلك المبعدون مني .
45- يا هذا زاحم باجتهادك المتقين ، و سر في سرب أهل اليقين ، هل القوم إلا رجال طرقوا باب التوفيق ففتح لهم ، و ما نياس لك من ذلك .
46- ألا رُب فرح بما يؤتى قد خرج اسمه مع الموتى ، ألا رُب معرض عن سبيل رشده ، قد آن أوان شق لحده ، ألا رُب ساع في جمع حطامه ، قد دنا تشتيت عظامه ، ألا رُب مُجد في تحصيل لذاته ، قد آن خراب ذاته
47- يا مضيعاً اليوم تضييعه أمس ، تيقظ ويحك فقد قتلت النفس ، و تنبه للسعود فإلى كم نحس ، و احفظ بقية العمر ، فقد بعت الماضي بالبخس .
48- عينك مطلقة في الحرام ، و لسانك منبسط في الآثام ، و لأقدامك على الذنوب إقدام ، و الكل مثبت في الديوان .
49- كانوا يتقون الشرك و المعاصي ، و يجتمعون على الأمر بالخير و التواصي ، و يحذرون يوم الأخذ بالأقدام و النواصي ، فاجتهد في لحاقهم ايها العاصي ، قبل ان تبغتك المنون .
50- أذبلوا الشفاه يطلبون الشفاء بالصيام ، و أنصبوا لما انتصبوا الأجساد يخافون المعاد بالقيام ، و حفظوا الألسنة عما لا يعني عن فضول الكلام ، و اناخوا على باب الرجا في الدجى إذا سجى الظلام ، فأنشبوا مخاليب طمعهم في العفو ، فإذا الأظافير ظافرة .
51- يا مقيمين سترحلون ، يا غافلين عن الرحيل ستظعنون ، يا مستقرين ما تتركون ، أراكم متوطنين تأمنون المنون
52- وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .
53- يا له من يوم لا كالأيام ، تيقظ فيه من غفل و نام ، و يحزن كل من فرح بالآثام ، و تيقن أن أحلى ما كان فيه أحلام ، واعجباً لضحك نفس البكاء أولى بها .
54- إن النفس إذا أُطمعت طمعت ، و إذا أُقنعت باليسير قنعت ، فإذا أردت صلاحها فاحبس لسانها عن فضول كلامها ، و غُض طرفها عن محرم نظراتها ، و كُف كفها عن مؤذي شهواتها ، إن شئت ان تسعى لها في نجاتها .
55- علامة الاستدراج : العمى عن عيوب النفس ، ما ملكها عبد إلا عز ، و ما ملكت عبداً غلا ذل .
56- ميزان العدل يوم القيامة تبين فيه الذرة ، فيجزى العبد على الكلمة قالها في الخير ، و النظرة نظرها في الشر ، فيا من زاده من الخير طفيف ، احذر ميزان عدل لا يحيف .
57- سمع سليمان بن عبدالملك صوت الرعد فانزعج ، فقال له عمر بن عبد العزيز : يا أمير المؤمنين هذا صوت رحمته فكيف بصوت عذابه ؟
58- يا من أجدبت أرض قلبه ، متى تهب ريح المواعظ فتثير سحاباً ، فيه رعود و تخويف ، و بروق و خشية ، فتقع قطرة على صخرة القلب فيتروى و يُنبت .
59- قال بعض السلف : إذا نطقت فاذكر من يسمع ، و إذا نظرت فاذكر من يرى ، و إذا عزمت فاذكر من يعلم .
60- قال سفيان الثوري يوماً لأصحابه : أخبروني لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشئ ؟ قالوا : لا ، قال ، فإن معكم من يرفع الحديث إلى الله عز وجل .
61- كلامك مكتوب ، و قولك محسوب ، و انت يا هذا مطلوب ، و لك ذنوب و ما تتوب ، و شمس الحياة قد اخذت في الغروب فما أقسى قلبك من بين القلوب . | |
|