Admin Admin
عدد المساهمات : 669 نقاط : 1362 تاريخ التسجيل : 12/08/2009 العمر : 34 الموقع : دمشق
| موضوع: قصة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه الثلاثاء ديسمبر 01, 2009 4:57 pm | |
| قصة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
كان عمر بن الخطاب العدوي القرشي رجلاً مهيباً ، ذا قوة و شكيمة ، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم حريصاً على إسلامه ، يدعو الله لذلك .
و كان من خبر إسلامه أن أخته " فاطمة بنت الخطاب " أسلمت و أسلم بعلها سعيد بن زيد ، كانا يخفيان إسلامهما من عمر ، لهيبته و شدته على الإسلام و المسلمين ، و كان خباب بن الارت يختلف إلى فاطمة يقرئها القرأن .
فخرج عمر يوماً متوشحاً سيفه ، يريد رسول الله صلى الله عليه و سلم و رهطاً من أصحابه ، قد ذكر له انهم اجتمعوا في بيت عند "الصفا" فلقيه نعيم بن عبدا لله - و هو من قومه بني عدي و كان قد اسلم –
فقال له : أين تريد يا عمر ؟
قال : أريد محمداً هذا الصابىء ، الذي فرق أمر قريش ، و سفه أحلامها ، و عاب دينها ، و سب آلهتها ، فأقتله .
فقال له نعيم : لقد غرتك نفسك يا عمر ! أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم ؟ قال عمر : و أي أهل بيتي ؟!
قال : أختك و ابن عمك سعيد بن زيد ، و أختك فاطمة بنت الخطاب فقد و الله أسلما ، و تابعا محمداً على دينه ، فعليك بهما .
و رجع عمر عامداً إلى أخته و ختنه ، و عندهما خباب بن الأرت ، و معه صحيفة ، فيها ( طه ) يقرئها اياها ، فلما سمعوا حس عمر ، تغيب خباب في مخدع لهما ، و أخذت فاطمة الصحيفة و جعلتها تحت فخذها ، و قد سمع عمر حين دنا إلى البيت قراءة خباب ، فلما دخل ، قال : ما هذه الهينمة؟
قالا له : ما سمعت شيئاً .
قال : بلى ، و الله لقد أخبرت أنكما تابعتما محمداً على دينه .
و بطش عمر بختنه سعيد بن زيد ، فقامت إليه أخته فاطمة ، لتكفه عن زوجها ، فضربها فشجها .
فلما فعل ذلك ، قال له أخته و ختنه : نعم ، قد أسلمنا و آمنا بالله .
و لما رأى عمر ما بأخته من الدم ، ندم على ما صنع ، و توقف و قال لأخته :
أعطيني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرأونها آنفاً ، أنظر ما هذا الذي جاء به محمد ، و كان عمر قارئاً ، فلما قال ذلك ، قالت له أخته :إنا نخشاك عليها. قال : لا تخافي ، و حلف لها بآلهته .
فلما قال ذلك ، طمعت في إسلامه ، فقالت له : يا أخي ! إنك نجس على شركك و انه لا يمسها الا الطاهر .
قام عمر ، فاغتسل ، فأعطته الصحيفة ، و فيها طه ، فلما قرأ منها صدراً ، قال : ما أحسن هذا الكلام ، و أكرمه !.
فلما سمع ذلك خباب ، خرج إليه ، فقال له : ياعمر ! و الله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه ، فإني سمعته أمس و هو يقول :
اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام ( يعني أبا جهل )أو بعمر بن الخطاب ، فالله الله يا عمر .
عند ذلك قال له عمر : فدلني يا خباب على محمد ، آتيه فأسلم .
قال خباب : هو في بيت عند الصفا ، معه نفر من أصحابه ، فأخذ عمر سيفه فتوشحه ، ثم عمد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه ، فضرب عليهم الباب ، فلما سمعوا صوته ، قام رجل من اصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم فنظر من خلل الباب ، فرآه متوشحاً بالسيف .
فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو فزع فقال : يا رسول الله ! هذا عمر بن الخطاب ، متوشحاً السيف فقال حمزة بن عبد المطلب : فأذن له . فقال حمزة بن عبد المطلب : فإذن له ، فإن كان جاء يريد خيراً بذلناه له ، و إن جاء يريد شراً قتلناه بسيفه .
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إئذن له ، فأذن له الرجل . و نهض إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى لقيه في الحجرة فأخذ بحجزته ، أو بمجمع ردائه ، ثم جبذه به جبذة شديدة ،
و قال : ما جاء بك يا ابن الخطاب ؟ ، فو الله ما ارى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة .
فقال عمر : يا رسول الله ! جئتك لأومن بالله و برسوله ، و بما جاء به من عند الله . فكبر رسول الله صلى الله عليه و سلم تكبيرة عرف منها أهل البيت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ان عمر قد أسلم .
و عز المسلمون في انفسهم ، حينما أسلم عمر ، و قد أسلم حمزة من قبل ، و عرفوا وقد ذلك في نفوس الكفار من قريش ، و أثره في حياة مكة ، و لم يكونوا على خطأ ، فلم يستثقل المشركون إسلام أحد و لم يحسبوا له حساباً ، مثل ما فعلوا عند إسلام عمر رضي الله عنه .
و أعلن عمر إسلامه ، و شاع ذلك في قريش ، و قاتلوه و قاتلهم ، حتى يئسوا منه .
| |
|