** قـريـة الـقـديـريـة **
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** قـريـة الـقـديـريـة **

,,,أول موقع خاص لقرية القديرية بإدارة منير أبو ناصر,,,
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- تاريخ الإسلام و تاريخ الماركسية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ahmad-abonaser
عضو فضي
عضو فضي
ahmad-abonaser


عدد المساهمات : 65
نقاط : 211
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 35

الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- تاريخ الإسلام و تاريخ الماركسية Empty
مُساهمةموضوع: الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- تاريخ الإسلام و تاريخ الماركسية   الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- تاريخ الإسلام و تاريخ الماركسية I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 01, 2009 1:03 am

و إذا رجعنا إلى التاريخ نجد أن ظهور الإسلام و ظهور الماركسية حصل كل منهما في شروط مختلفة و متناقضة.

فظهور الإسلام ارتبط بالحاجة إلى التحول الذي عرفه المجتمع العربي في الجزيرة العربية حيث أخذت تحصل تفاعلات حادة بسبب الاحتكاك بالنظام الروماني من جهة و النظام الفارسي من جهة أخرى و نظام الحبشة من جهة ثالثة، و استهداف الجزيرة العربية من قبل هذه الأنظمة، و التعامل الحاصل بين العقائد التي كانت سائدة في محيط الجزيرة العربية و عجزها عن طريق التغلغل في صفوف سكان الجزيرة العربية الذين يسيطر عليهم النظام القبلي الذي عرف حروبا طويلة الأمد بين مجموعة من القبائل مما جعل شرائح عريضة من العرب تنتظر من ينقذها من الهلاك و في نفس الوقت يوحد صفوف العرب و يخلق منهم قوة في مواجهة القوى العظمى الوافدة من الشرق أو من الغرب أو من الجنوب. و بما أن وعي العرب كان متدنيا في ذلك الوقت بسبب انشغال الناس بأمور تافهة و لكنها عظيمة بالنسبة إليهم، و اشتغالهم بالبحث المستمر عن أماكن الرعي و البحث عن الماء أو بالقيام بالتجارة بين الشمال و الجنوب كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم "لايلف قريش ايلافهم رحلة الشتاء و الصيف".

و بالإضافة إلى ما ذكرنا عرفت الجزيرة العربية تشتتا عقائديا، فبالإضافة إلى سيادة عبادة الأوثان المختلفة تواجدت المسيحية و اليهودية اللتين لم تستطيعا التغلغل في صفوف العرب، و إلى جانبهما تواجدت بقايا ديانة إبراهيم المعروفة بالحنيفية و هذا التعدد نتج عنه التشتت في بلاد العرب و البحث المستمر عن بديل يخرجهم من وضعية التمزق التي لم تعد تفيدهم. و لذلك نجد أن :

1) تكالب القوى الخارجية (الفرس-الرومان-الحبشة) مزق العرب في ثلاث اتجاهات.

2) الحروب التي تدوم سنين طوال جرت العرب إلى المزيد من التمزق.

3) تعدد العقائد ضاعف من تمزقهم.

4) ازدهار التجارة بين الشمال و الجنوب زاد من رغبتهم في الحرص على تحقيق وحدتهم.

و لكن من يعمل على تحقيق تلك الوحدة ؟

هل تقوم بناءا على تدخل خارجي ؟ فالتدخل لا يمكن أن يجر الجزيرة العربية إلا إلى المزيد من التمزق تبعا لمراكز التأثير التي يعمل كل منها على أن تكون الجزيرة في متناوله. و هو ما أدى في ذلك الوقت إلى حروب مدمرة بين القوتين العظميين في ذلك الوقت، و اللتين شكلت كل واحدة منهما درعا يحميه من العرب من جهة، و من الدولة المعادية من جهة أخرى، و المتمثل في الغساسنة و المناذرة.

هل تقوم على أساس قومي ؟ لأن البعد القومي في ذلك الوقت يبقى بعيدا عن لعب دوره نظرا لاستفحال العصبية القبلية التي تتحطم أمامها كل دعاوى السلم و التوحد رغم ظهور من يسعى إلى التوحد داخل القبائل و من خارجها.

هل تقوم على أساس اقتصادي ؟ إن اقتصاد العرب كان يجمع بين البدائية و العبودية، و كانت حروب الكر و الفر تلعب دورا كبيرا في توفير حاجيات القبائل، و التجارة التي كانت قائمة بين الشمال و الجنوب، كانت تحتكرها قريش، و لم تكن عامة بين العرب.

و هنا يجب أن نستحضر المواسم الاقتصادية التي كانت تقوم في مكة و حولها، و التي ترتبط بالسجود إلى الآلهة، و الطواف بالكعبة، و هو ما جعل مكة و البيت الحرام قبلة لجميع القبائل العربية التي كانت تساهم في تنظيم موسم الحج الذي رسخ في الأذهان، و في السلوك العربي أن الحق لا يكون إلا عقائديا، و لذلك اتجهت الأنظار إلى الآتي من الإرهاصات المتعددة، و الموحية كلها بقرب ظهور ما يؤدي إلى القضاء على التفرقة بين القبائل، و وضع حد للتعدد العقائدي، فكان ظهور الإسلام استجابة و ثورة في نفس الوقت.

استجابة لحاجة عقائدية ذات بعد صراعي مع الطبقة المستفيدة من التعدد العقائدي الذين تصدوا لمحاربة الإسلام و السعي للقضاء عليه. إلا أن حرص الناس على التمسك به لإجابته على التساؤلات التي كانت مطروحة من قبل المتضررين من الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية التي كانت سائدة.

و ثورة على الأوضاع، لأنه استطاع بما حمله من قيم نبيلة أن يغير النظرة إلى العالم بعد توحيد عبادة الله، و وضع حد لعبادة الأوثان و حشد المؤمنين به وراء محمد صلى الله عليه و سلم لحماية الدين الجديد من المتربصين به، من اجل ترسيخ قيم جديدة تقوم على أنقاض قيم الجاهلية، و هو ما أدى إلى توحيد القبائل العربية، و كل الذين آمنوا به من غير العرب مما جعلهم يسعون إلى تأسيس دولتهم بعد وفاة الرسول ص لا على أساس الدولة الإسلامية بقدر ما هي خلافة للرسول التي تم تحويلها في عهد عمر إلى"أمير المومنين" التي تعني ما تعني. و الفرق بين الخليفة و أمير المومنين من جهة و بين الرسول من جهة أخرى هو : أن الرسول نعت من عند الله يخص كل من كلفه الله بتبليغ رسالته. و تنتهي مهمته بانتهاء الرسالة، و بعد ذلك يزول دوره، و هو ما يمكن أن نستنتجه من أول آية نزلت على الرسول ص " اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ و ربك الأكرم، الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ... الخ" و آخر آية نزلت حيث يقول الله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم، و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا" و لذلك لا ندعي كما يزعم البعض أن الرسول ص أسس الدولة الإسلامية، لأنه ادعاء مغلوط من أساسه. بل جاء ليبلغ الرسالة التي هي أساس التوحيد اعتمادا على القيم النبيلة التي بثها الإسلام في نفوس المسلمين ليفكروا انطلاقا من أمور دنياهم "و أمرهم شورى بينهم" ليغادروا حالة التمزق التي كانت سائدة، و ينجزوا عملية التوحد في مرحلة الخلافة، و إمارة المومنين التي تشبه إلى حد كبير النظام الرئاسي الجمهوري الذي هو إبداع المسلمين، و ليس وحيا، لأنه لا يوجد نص في القرآن يذكر ذلك و يؤكد ضرورة إنجازه أو الحرص عليه.

و من خلال النصوص المتواترة و المروية بالآحاد يمكن أن نسجل أن الغاية من مجيء الإسلام هي:

أ- وضع حد للحروب التي سادت خلال العصر الجاهلي فيما بين ا لعرب عن طريق وضع حد لاسباب الفرقة التي أنهكت الكيان العربي، و العمل بكافة الوسائل على تحقيق السلام بما في ذلك إشاعة التربية الخلقية بين المسلمين، و احترام كرامة الأفراد و الجماعات.

ب- القضاء على دواعي التفرقة بين الناس بقطع النظر عن اختلاف ألسنتهم و ألوانهم، و انتماءاتهم العرقية و دعم التعارف فيما بينهم عن طريق الحوار المتبادل من اجل تجاوز أسباب الفرقة و اعتماد أسباب التوحد.

أما الماركسية فقد ظهرت بعد ذلك بحوالي ثلاثة عشر قرنا، و في شروط موضوعية مختلفة عن تلك الشروط التي ظهر فيها الإسلام، فقد قطعت البشرية مراحل كبيرة من تطورها و لم تعد الإمكانيات القديمة واردة. لقد حلت محلها إمكانيات جديدة بسبب تغير نمط الإنتاج الذي اصبح متطورا اكثر. و أهم شروط ظهور الماركسية :

1) انتقال نمط الإنتاج الإقطاعي إلى النمط الرأسمالي كاستجابة للتطور الحاصل في العلوم و التقنيات و الآداب و الفنون و كل ما له علاقة بالبشر.

2) و تبعا لذلك وجد نظام رأسمالي منسجم مع نمط الإنتاج السائد من اجل ضمان استمراره و تطوره.

3) ظهور الطبقة العاملة التي تخضع للاستغلال البشع من قبل البورجوازيات مالكي وسائل الإنتاج، مما عمق بؤس هذه الطبقة على جميع المستويات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية.

4) ظهور منظرين كبار للنظام الرأسمالي الذين يعملون على إشاعة التضليل بين الكادحين حتى يكونوا اكثر قابلية للاستغلال و دون التفكير في مقاومته.

5) ممارسة القمع الشرس على الحركة العمالية الذي طال العمال في أوقات العمل و كثافته، و انعدام التنظيمات أو قمعها و عدم السماح بوجودها أصلا من اجل مضاعفة الأرباح التي يحصل عليها البورجوازيون.

6) مضاعفة ساعات العمل و ضعف الأجور إذ كانت تصل إلى 18 ساعة في اليوم بأجور زهيدة لا تستطيع تلبية حاجيات العامل الضرورية كالأكل و الشرب و السكن و أشياء أخرى. فما بالنا بالكماليات التي لا يعرفها العمال أبدا.

7) حاجة الطبقة العاملة إلى فكر يعبر عن مصالحها الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية، لأنه بدون ذلك الفكر لا تملك وعيها الطبقي، و لا تستطيع تنظيم نفسها للنضال من اجل الحد من الاستغلال الممارس عليها من طرف البورجوازية الهمجية و الشرسة التي تفتك بالطبقة العاملة.

Cool حاجتها إلى تنظيم نقابي يمكنها من تجميع صفوفها و وضع ملفها المطلبي، و برنامجها النضالي، و الشروع في تنفيذه، و انتزاع مكاسب لصالح الطبقة العاملة تجعلها تدرك نجاعة التنظيم النقابي، و فائدته، و من اجل انتقال وعيها إلى مستوى آخر يتسم بالوعي الحقوقي و السياسي الذي هو وحده الذي يقود إلى ممارسة الصراع الطبقي في مستواه الأرفع.

9) الحاجة إلى حزب للطبقة العاملة يقود نضالاتها السياسية في أفق تحقيق الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية التي بدونها لا ترقى الطبقة العاملة و معها بقية الكادحين إلى مستوى الحياة الإنسانية التي هي قوام وجود الإنسان. فبدون الحرية يكون العمال الكادحون مستعبدين، و بدون الديمقراطية لا يستطيع العمال تقرير مصيرهم الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و المدني و السياسي, و بدون العدالة الاجتماعية يعاني العمال من الغبن على جميع المستويات.

10) السعي إلى :

أ- القضاء على الملكية الفردية لوسائل الإنتاج باعتبار تلك الملكية أساس البلاء الذي يعاني منه الكادحون على جميع المستويات. لأن الملكية الفردية لتلك الوسائل تعمق الاستغلال، و تراكم المزيد من الأرباح لصالح البورجوازيين، و تجعل العمال في وضعية متردية. بينما نجد أن الملكية الجماعية تؤدي إلى توزيع الدخل بشكل عادل بين سائر المواطنين.

ب- تنظيم الطبقة العاملة و قيادة نضالاتها المطلبية و السياسية لأنه بدون ذلك التنظيم المزدوج لا يتحقق وجود الطبقة العاملة على المستوى المطلبي و السياسي و لا يمكنها ممارسة الصراع الطبقي بشكل منظم.

ج- القضاء على النظام الرأسمالي و بناء النظام الاشتراكي عبر إنضاج شروط النضال الهادف عبر تحقيق العدالة الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية التي هي قوام الممارسة الاشتراكية التي يوضع في إطارها حد للاستغلال بكافة أشكاله، و يتم العمل الذائب من اجل كرامة الإنسان، و المحافظة عليها عبر تمتيع الناس كل الناس، و بدون استثناء بكافة الحقوق الاقتصادية التي يقوم عليها وجودهم، و الاجتماعية التى تؤهلهم للاندماج الاجتماعي المتكامل، و الثقافية التي تمكنهم من امتلاك وعيهم الحقيقي، و السياسية التي تمكنهم من تقرير مصيرهم الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و المدني و السياسي وصولا إلى بناء دولة ترعى مصالح الكادحين و تعمل على وضع حد لكل مظاهر الاستغلال التي تكون مورثة من النظام الرأسمالي و تحرص على تمكين الناس من امتلاك وعيهم الذي يحول دون قبول ممارسة الاستغلال.

و هذه الشروط التي استعرضناها هي التي حتمت ظهور الماركسية كفكر للطبقة العاملة و كممارسة نضالية تهدف إلى جعل الطبقة العاملة و حلفاءها تنقل المجتمع إلى نظام خال من الاستغلال المادي و المعنوي لكافة الكادحين، و هي شروط تعبر عن قيام أزمة عميقة في المجتمع الرأسمالي في مرحلة ظهور الماركسية، و هي تشبه إلى حد كبير المحطات العظمى في التاريخ البشري إلا أنها تميزت بالتحول العميق الذي تعرفه البشرية على المستوى المعرفي و التقني و تطور وسائل الإنتاج و قيام النظام الرأسمالي و ظهور الطبقة العاملة ...... الخ.

فالماركسية كتعبير عن فكر الطبقة العاملة ارتبط ظهورها بمعاناة كانت تبلغ اشد درجات البؤس الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و المدني و السياسي ذلك البؤس الذي لا يمكن إلا أن يجعل مؤسسا الماركسية و منظراها يرتبطان بالطبقة العاملة و يدرسان فكر البورجوازية، و ممارستها الأيديولوجية، و ينقضان ذلك الفكر، و يبنيان على ذلك النقض النظرية الاشتراكية العلمية التي أصبحت أيديولوجية الطبقة العاملة و سائر الكادحين باعتبارها احسن تعبير عن مصالحهم الطبقية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- تاريخ الإسلام و تاريخ الماركسية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- العداء بين الإسلام و الماركسية
» الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- أهداف الإسلام و أهداف الماركسية أو علاقة الالتقاء و الاختلاف
» الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- دور الإسلام و دور الماركسية
» الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- الإسلام كعقيدة و كشريعة :
» الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- تحويل الإسلام إلى أيديولوجية ممارسة تحريفية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** قـريـة الـقـديـريـة ** :: قائمة المنتديات :: منتدى السياسة-
انتقل الى: