يقول المؤرخون أنه فى نهاية الأسرة السادسة وفى عهد الملك ( بيبى الثانى ) الذى حكم مصر لمدة 94 عاما فى حوالى سنة 2040 قبل الميلاد .. يحكى أن احد حكماء المصريين من أبناء الشعب خاطب فرعون مصر يخبره بسوء حال البلاد قائلا :
" إن القيادة والفطنة والصدق معك .. ولكنك لا تنتفع بها .. فالفوضى ضاربة أطنابها فى طول البلاد وعرضها .. ولكنك مع ذلك تتغذى بالأكاذيب التى تتلى عليك .. فالبلاد قش ملتهب .. والأنسانية منحلة .. ليتك تذوق بعض هذا البؤس بنفسك " ..
وتقول الوثائق التاريخية أن سوء الأحوال السياسية فى البلاد فى تلك الفترة ادى الى التسيب فى كل شئ .. وحدث خلل أقتصادى ادى الى الخراب والفوضى .. وقامت الجماهير العادية بأول ثورة إجتماعية فى العالم .. فهجم الفقراء على قصور الفراعنة وبيوت النبلاء والأغنياء .. ونهبوا كل شئ من الممتلكات العقارية والمنقولات .. وبين عشية وضحاها حدث إنقلاب فى هيكل النظام الطبقى .. وانقلب الأغنياء فقراء لا يجدون لقمة العيش .. وانقلب الفقراء أثرياء ينعمون بالخير الوفير .. ويقول المؤرخون .. انه من المؤكد أن النساء الفقيرات إشتركن حتما فى هذه الثورة .. فقد ورد بالبرديات النص التالى :
" ومن كانت لا تملك من قبل صندوقا صغيرا ، أصبح لديها الآن صوانا كبيرا .. ومن كانت ترى وجهها فى الماء ، أصبحت الآن صاحبة مرآه "
وفى بردية أخرى من ذلك العهد وجد العلماء سطرا واحدا يقول :
" وقضى على الضحك ، ولم يعد يسمع سوى صوت الحزن والبكاء .."
{ عن كتاب مصر والنيل للكاتب مختار السويفى }
أخناتون