هيرودوس أنتييباس حاكم روماني لاحدى اقاليم عمان بالاردن وهي (الجليل) ايام الحكم الروماني
وكان هيرودوس قد سجن يحي عليه السلام حتى لايهدد ملكه بالزوال، وهذا مايفعله كل طاغية
جبار تجاه ابناء العقيدة وانبياء الامة
وكان هناك امرأة تدعى (هيروديا) وهي زوجة أخي الحاكم فعندما ذهب لزيارة اخيه في روما اعجبته
هيروديا ..كانت رائعة الحسن ..ذات جمال يعبث بالافئدة...وانوثتها فياضة ثائرة فاتنة
فاشتهاها وهو العابث الماجن .
بينما هي كانت طائشة مغرية ..تهفوا الى ان يزينها الملك بالتاج على جبينها ورأت في وله
هيرودوس وهوس عينيه بها ..مايمكن ان يحقق حلمها ...
فشجعته وبادلته حباً بحب واشعلت الرغبة بينهما وزاد ضرامها ..حتى قررت ان تهرب لتعيش
ملكه هي وابنتها الصغيرة سالومي.
وأقامت معه في القصر الكائن بالقلعة الشاهقة وكانت تعيش وسط اجواء الحفلات والصخب
والمجون ووفود العلماء والفلاسفة والراقصين ..وبينما كانت هيروديا تجوب خلال القلعة وسط
اشجار الزيتون والكروم اليافعة ..سكت اذنيها دعوات يحي عليه السلام القوية ..فعادت الى زوجها
هيرودوس والتمست منه ان يصغي الى ذلك الرجل الذي اغلقت دونه الابواب.
كان يحي قد بلغه مافعله هيرودوس وهيروديا..وعندما جاء الحراس بيحي..لم تبهره الستائر الفاخرة
ولاالحرير الذي يغوص فيه الملك ولم تمنعه الطنافس الرائعة ..ولاابهة الملك ان يقول الحقيقة..
وعندما قال له هيرودوس:
الم تكف عن هذيانك؟؟
فلم يأبه له يحي..بل قال له في قوة وشجاعة:
إنها لاتحل لك.
ولم يجد هيرودوس مايقوله ..فقد كان يهابه في قرارة نفسه..ولما خرجت هيروديا من وراء الستائر
ذهبت الى زوجها والشرر يتطاير من عينيها وفالت:
لماذا سمحت له ان ينطق بهذا ..مر الحرس ان يقتلوه.
ولكن هيرودوس كان يخاف ان يمد اليه يد السوء بينما تنامت في صدر هيروديا كل مشاعر الحقد
والكراهيه والمقت ضد يحي عليه السلام.
واستمر هذا الحال زماناً يحي يصرخ بأعلى صوته من السجن ان هيرودوس وهيروديا لايحلان لبعض
في كل انحاء البلاد يخرج صوته..بينما راحت هيروديا تبث سمومها وتوسوس لهيردوس قتل
يحي وهيرودوس يصم اذنيه عن فحيح الافعى خشية ان يقتله وهو نبي.
وكبرت سالومي الفتاة الصغيرة التي جاءت مع والدتهاوصارت فائقة الحسن والجمال وذاعت شهرتها
كراقصة ماهره تبهر العيون بربيع جسدها الساحر
وكانت هيروديا تعلم مافي نفس زوجها من ضعف نحو سالومي فتركت له الفرصة ومدت له الطعم
حتى اصبح هيرودوس لارغبة له الا في ارضاء سالومي الجميلة ..وفي حينها جائت اللحظة
المناسبة.
وفي مساء ذلك اليوم الذي لن ينساه التاريخ ..كان هيرودوس يتأهب للاححتفال بعيد ميلاده
فدعا اليه اصحابه ورجال البلاط ورجال الدين وامراء الاردن والكثير من الراقصات والغانيات شبه
العاريات واضيئت المشاعل واقيمت الموائد ولعبت الخمر بالرؤوس ورقصت العاريات الماجنات رقصات
تحرك جذوة الرغبات المشتعلة.
وعندما التقت عين هيرودوس بعين سالومي الساحرة في عيد ميلاده مال نحوها وقال لها :
ارقصي لي الليلة ياسالومي
فقالت بدلال وتمنع انهارت معه مقاومته:
لااشعر برغبة في الرقص الليلة ,
فقال هيرودوس :
اذا رقصت اعطيك ماتشائين
فقامت سالومي في خفة الطيف ترقص وتتثنى كالافعى وقد حبست الانفاس والعيون تنظر
اليها بابتهاج وجسدها شبه العاري كأنما تتدفق من عروقها النار وعندما انتهت سألها
هيرودوس ان تطلب ماتشاء فقالت له :
رأس يحي في طست فضة.
ولما تردد أصرت على طلبها وخضع في النهاية وقال لجنوده :اعطوها ماطلبت.
وهبط الجنود الى القلعة ..وبعد دقائق..كان رأس يحي عليه السلام في طست تحت اقدام
سالومي العارية..فذهبت الى امها تقدم هدية...
لقد ذبحوا من قال عنه عيسى :لم تلد النساء مثله.
منقول من كتاب (احوال النساء في الخيانة والوفاء)