** قـريـة الـقـديـريـة **
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** قـريـة الـقـديـريـة **

,,,أول موقع خاص لقرية القديرية بإدارة منير أبو ناصر,,,
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 درس للحياة ...

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الغالي




عدد المساهمات : 3
نقاط : 7
تاريخ التسجيل : 07/08/2010

درس للحياة ...  Empty
مُساهمةموضوع: درس للحياة ...    درس للحياة ...  I_icon_minitimeالسبت أغسطس 07, 2010 12:49 am

درس للحياة ...

(حصة درسية واحدة قد تكون رفيقنا الدائم في الحياة.... ألسنا جميعا بحاجة إلى رفيق محب في درب الحياة الصعبة؟!)


في يوم من الأيام طلبت مدرسة من طلابها أن يكتب كل منهم اسم زملائه جميعا على ورقة تاركا إلى جانب كل اسم فراغا كافيا.
ثم طلبت أن يكتب كل منهم إلى جانب كل اسم في الفراغ المخصص ألطف تعليق تمكنه إضافته لكل اسم من أسماء زملائه.
مع نهاية الحصة انتهى الطلاب من الكتابة ثم سلموا الأوراق إلى المدرسة قبل مغادرة القاعة حيث قامت في عطلة نهاية الأسبوع بكتابة اسم كل طالب على ورقة خاصة وعليها كل التعليقات اللطيفة والإيجابية التي كتبها عنه زملاؤه في الصف.
عندما عاد الطلاب في بداية الأسبوع الدراسي إلى الصف تلقى كل منهم الورقة الخاصة به حيث قامت المدرسة بتوزيعها بنفسها. وماكانت إلا لحظات حتى علت الابتسامات الوجوه وبدأت الهمسات تسمع من كل منهم: (حقا؟!!)... (لم أكن أعلم أنني أعني لأحدهم شيئاً!!) ... (لم أعلم أن الآخرين يحبونني هكذا!!)...
لم يأت أحد بعد ذلك اليوم على ذكر الأوراق وتلك التعليقات ... ولم يتسن للمدرّسة كذلك معرفة فيما إذا تحدث الطلاب فيما بينهم أو مع أوليائهم حول هذا الموضوع ... ولكن هذا لم يعد مهما بالنسبة لها طالما أن الهدف من التمرين قد تحقق وكان الجميع راضين عن أنفسهم وعن الآخرين.

ومرت سنوات توفي بعدها أحد الطلاب فرغبت المدرّسة بحضور الجنازة ... الكنيسة كانت مليئة بالأصدقاء والمعارف الذين عرفوا الشاب وأحبوه وجاؤوا لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه.
كانت المدرّسة آخر من وقف أمام الجثمان لتحيته والصلاة عليه حين خاطبها أحدهم متسائلا: أحضرتك مدرسة مارك السابقة في مادة الرياضيات؟
ـ أشارت : نعم!
ـ مارك حدثنا عنك كثيرا ...

الكثير من زملاء الدراسة حضروا الجنازة وبعد انتهاء المراسم التفوا حول مدرّستهم السابقة وحضر والدا مارك اللذان كانا بدورهما متلهفين للحديث معها:
ـ نريد أن نريك شيئا. (قال والد مارك وأخرج محفظة نقود صغيرة من جيبه وأبرز منها ورقة قديمة طويت وفتحت لمرات عديدة وأُلصق ما اهترأ من أجزائها.) ... لقد وجدناها في محفظة مارك بعد الحادث وفكرنا بأنك ستتذكرينها ...
دون حتى أن تنظر إلى ما في الورقة عرفت المدرسة أنها هي ذات الورقة التي جمعت الكلمات اللطيفة التي كتبها زملاء مارك عنه في تلك الحصة:
ـ نود أن نشكرك من القلب على ما قدمت لمارك ... فكما ترين لقد كانت تلك الورقة تعني له الكثير. (أضافت أم مارك).
ـ ورقتي مازالت لدي أيضا ... أحتفظ بها في أول درج في مكتبي!! (قال شارلي ،أحد الطلاب، مبتسما).
ـ هانز مازال محتفظا بورقته ... (أضافت زوجة طالب آخر).. لقد طلب مني إلصاقها في ألبوم صور زفافنا.
ـ ورقتي مازالت معي ... (قالت مونيكا) ... أحتفظ بها في دفتر يومياتي.
وعندها أخرجت إيرين ورقتها التي بدت قديمة كذلك من مفكرتها اليومية : أنا أحملها معي دائما !! ثم أردفت قائلة: أظن أننا مازلنا نحتفظ كلنا بأوراقنا.
المدرسة لم تتمالك نفسها من شدة التأثر فدمعت عيناها وبكت ... بكت من أجل مارك ومن أجل أصدقائه الذين سيفتقدونه بينهم كثيرا..)


كل منا يحتاج في حياته إلى كلمات الحب والإعجاب التي تزيده ثقة بنفسه وبالآخرين من حوله ... لسنا وحدنا من يحتاجها فالآخرون من حولنا كذلك ومع هذا ترانا جميعا نقصر كثيرا في هذا الجانب ولا نعيره في أحيان كثيرة أيّ اهتمام.
كم نسارع في انتقاد بعضنا وإبراز جوانب التقصير والخلل والخطأ في شخصيات وتصرفات من حولنا تحت مسميات ومبررات عدة كالصراحة وتقويم عيوب ونقائص الآخرين . لكن هل جربنا مرة أن نقول للآخر كم هو مهم في حياتنا؟ ... أن نحدثه عما نجده في شخصيته من جوانب إيجابية؟ ... ألا يرغب معظمنا في معرفة مدى إعجاب الآخرين به والجوانب الإيجابية التي يرونها في شخصيته؟ ... كم كان لأمثال هذه الورقة من أثر بالغ في تعزيز ثقة الكثيرين منا بأنفسهم لو أن من قام على تربيتنا في بيوتنا أو في مدارسنا قام بإجراء هذه الحصة الهادفة والتمرين البسيط؟!
سنعلل ربما أننا بذلك سنقوي الغرور في الأنفس فتُخدع بما فيها من إيجابيات وتعْمى عن سلبياتها ويصيبها الكِبر... لكن يا أحبة أليس حب الناس مسؤولية؟ ألا يمكن لورقة كهذه ومشاعر كهذه أن تتحول دافعا قويا لنا يشعرنا بمسؤوليتنا ويحفز رغبتنا في الحفاظ على هذه المشاعر وتلك النظرة لنستحقها فعلا فنصلح أنفسنا ونعالج نقصها وعيوبها ما أمكن؟
هل التربية السلبية التي نشأ كثيرون منا عليها أكثر جدوى؟ هل الإنسان السلبي المهزوم أمام ذاته أكثر قدرة على البناء والتطوير والقيام بدور فاعل متفاعل في المجتمع؟.... بالطبع لا... لا يمكن للمهزوم في داخله أن يشكل دعما لمن حوله ولمجتمعه ... ولا يمكن لمن يشعر بالفشل في أعماقه أن يكون مواطنا صالحا منتجا فعلا...
العمر أقصر من أن نمضيه غارقين في الآلام ...أو في إيلام الآخرين ... دعونا جميعا نستغل لحظات العمر هذه لنقول لمن يهمنا أمرهم : أهلنا... أبنائنا... شركاء حياتنا ... أحبتنا ... أصدقائنا ... لمن سكن منا القلب وحاز الحب والروح ... لنقول لكل هؤلاء كم هم مهمون في حياتنا ... كم لديهم من صفات جيدة حميدة ... كم يعني لنا وجودهم حولنا ... فكلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.

ولكم جميعا محبتي واحترامي.










الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 669
نقاط : 1362
تاريخ التسجيل : 12/08/2009
العمر : 34
الموقع : دمشق

درس للحياة ...  Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس للحياة ...    درس للحياة ...  I_icon_minitimeالسبت أغسطس 07, 2010 1:56 pm

شكرا لك على المساهمة الجميلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
درس للحياة ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** قـريـة الـقـديـريـة ** :: قائمة المنتديات :: منتدى الأدب و الثقافة-
انتقل الى: