ما أكثر الخلافات السطحية التي تؤرق الزوجين، وتتحول مع الشد والجذب إلى مشكلة حقيقية، تهدد حياتهما الزوجية، وتعكر صفوها الأسري الجميل ??
من أبرز هذه الخلافات، الخلاف حول كي الملابس، فالرجل برغم حرصه على الظهور بمظهر أنيق، إلا أنه ينفر من هذه المهمة، ويعتبرها ـ غالبا ـ من مهمات الزوجة.
هذه الحالة رصدها استطلاع للرأي أجراه معهد إيبسوس مطلع العام الحالي في أربع دول أوروبية هي إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، ظهر من نتائجه أن الرجال الأوروبيين ينفرون من كي الثياب، فنسبة 73% من الذين شملتهم الدراسة يعترفون بنفورهم إلى حد الرفض التام لكي الثياب، كما اعتبرت النساء أن 80% من الرجال يكرهون أو يرفضون الكي.
أسباب هذا النفور، حسب الرجال، إما عدم إجادتهم لها مثل الجنس اللطيف، وإما جهلهم التام القيام بها أو عدم توفر الوقت الكافي لديهم. تزامن هذه الاستطلاع مع مسح بريطاني قامت به مجموعة داتا مونيتو في سبع دول أوروبية، تبين منه أن كي الملابس يعد العمل المنزلي الأكثر بغضاً من أي عمل منزلي آخر سواء لدى الأزواج أو الزوجات.
الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع تعلق على نتائج المسح البياني قائلة: إن حدوث خلاف بسبب كي الملابس يعد مشكلة سطحية بين الأزواج، يرجع سببها إلى عدم تعود الطرفين على ممارسة الكي منذ أن كانا في بيت أسرتيهما.
فالزوج مثلا كان يعتمد على شقيقاته أو والدته في الكي، وكذلك الامر بالنسبة للزوجة، لذا تكون هناك صعوبة في ممارسة هذا الأمر بعد الزواج وتغير أسلوب الحياة، وترى الدكتورة إنشاد أنه يجب أن تتم عملية الكي في إطار من التعاون بين الزوجين وليس في إطار من الأنانية، من خلال التفاهم وتوزيع وتقسيم الأدوار بينهما لمنع أية خلافات.
فكلما اتسعت دائرة التوافق بين الزوجين كان ارتياحهما أكبر، وهذا ينطبق على كافة الأعمال والمسؤوليات، حتى لا تتسبب هذه المشكلات السطحية في إحداث خلافات مستقبلية تأخذ حيزا من وقت الزوجين، فالحياة الزوجية بها مشكلات أعمق من مجرد من سيكوي الملابس