Admin Admin
عدد المساهمات : 669 نقاط : 1362 تاريخ التسجيل : 12/08/2009 العمر : 34 الموقع : دمشق
| موضوع: حقائق بسيطة!! الجوع...عدو الإنسانية منذ الأزل,,, الثلاثاء سبتمبر 08, 2009 2:38 pm | |
| لايزال الجوع يمثل العدو الأخطر للبشر حيث زاد عدد ضحاياه فى العام الماضى عن ضحايا أمراض نقص المناعة المكتسبة والملاريا والسل مجتمعة.
ينتج العالم سنويا من الغذاء ما يكفي احتياجات كل رجل وامرأة وطفل على سطح الأرض ليعيشوا حياة صحية، إلا أن شبح الجوع يقضي على حوالي 25 ألف شخص كل يوم. مع حلول نهاية القرن العشرين كانت الإنسانية على وشك أن تضع نهاية لحربها ضد هذا العدو الأزلي. ففي الفترة من عام 1970 إلي عام 1997، تراجعت أعداد الجوعى فى العالم حوالى سبعين مليون نسمة لتصل الى قرابة 790 مليون شخص نتيجة للتقدم الكبير الذي أحرزته الصين والهند فى خفض نسبة من يعانون من سوء التغذية.
بيد أن النصف الثاني من عقد التسعينات، شهد ارتفاع أعداد الجوعى في البلدان النامية بمعدل أربعة ملايين شخص سنويا. واليوم يعجز شخص واحد من بين كل سبعة أشخاص عن تلبية احتياجاته الغذائية الأساسية مما يجعل الجوع أشد خطر يواجه صحة البشر فى العالم. ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في العالم وفقا لاحصائيات 2006 إلي حوالي 854 مليونا معظمهم فى البلدان النامية (بزيادة مليونين عن إحصاءات عام 2005). تعزي أسباب الجوع إلي الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والبراكين والزلازل وغيرها من الأسباب الأخرى التي تتعلق بالظروف الجغرافية للبلد كما تتسبب الحروب والنزاعات الاهلية ايضا فى انتشار الجوع، إلا أن السبب الرئيسي والحقيقى للجوع يكمن في الضعف الاقتصادى الذي يدمر مقومات الدولة وقدرة السكان على الحصول على احتياجاتهم الاساسية. (من بين تعداد سكان العالم البالغ عددهم ستة مليارات نسمة، يعيش أكثر من مليار شخص تحت خط الفقر - دولار واحد يوميا - ويتركز ثلاثة أرباعهم في المناطق الريفية.)
يتسبب الجوع في إضعاف الجهاز المناعي للجسم. فالحرمان من التغذية الصحيحة يجعل الأطفال على وجه الخصوص عرضة للإصابة بالأمراض القاتلة مثل الملاريا والإسهال، فضلا عن احتمال إصابتهم بالتخلف العقلي أو الإعاقة الجسدية. وكل عام يؤدي سوء التغذية إلي زيادة حالات الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة لتصل إلي أكثر من ستة ملايين طفل. فكل خمس ثوان تمر يحصد الجوع حياة طفل كان من الممكن أن يصبح لاعبا رياضيا أو فنانا أو ممثلا أو رجل سياسة. ويعيش ضحايا سوء التغذية لمدة أسابيع وقد تصل إلي عدة شهور على أقل من 2100 سعر حراري وهو المتوسط اليومى الذي يحتاجه أي شخص ليعيش حياة صحية. ويقوم الجسم بتعويض الفاقد من الطاقة من خلال ابطاء الأنشطة الجسدية والعقلية. ولا يستطيع عقل أي شخص يعاني من الجوع أن يركز، فالجسم الذي يعاني من الجوع يصبح عاجزا عن القبض على زمام المبادرة، لذا يفقد الطفل الجائع أي رغبة في اللعب والدراسة.
وتسلط شاشات التلفاز الضوء عادة على الجوعى الذين نجمت معاناتهم عن كارثة طبيعية ضخمة او نزاع مسلح بيد ان معظم الجوعى فى عديد من بلاد الارض يعيشون ويموتون بعيدا عن الانظار. وربما يعود هذا ايضا الى ان أثار سوء التغذية الحاد والمفاجىء الناجم عن هذه الظروف تظهر جليا امام الكاميرات حيث تنحل الاجساد وتتحول الاطراف الى عصى رفيعة وتتضخم بطون الاطفال ويحلق شبح الموت فوق المخيمات والاراضى الجافة او المتنازع عليها. ولكن سوء التغذية المزمن لا يلقى مثل هذه العناية والاهتمام الاعلامى رغم أنه يؤثر في ملايين الأشخاص - فى جاكرتا في إندونيسيا، وبنوم بنه فى كمبوديا والقري الجبلية في بوليفيا ونيبال وعشرات من البلدات والمدن فى افريقيا جنوب الصحراء.
ويعد برنامج الاغذية العالمي من أكبر المنظمات الإنسانية في العالم حيث يقوم بتنفيذ مشروعات طارئة وتنموية في حوالي 80 بلدا حول العالم من أجل كسر حلقة الفقر والحرمان اليومي من خلال تشجيع ودعم المؤسسات التعليمية والصحية ومشروعات البنية التحتية الصغيرة التي يمكن أن يقوم بها الفقراء ذاتيا ومساعدة اللاجئين على العودة إلي أوطانهم.
ومنذ إنشائه في عام 1963، تمكن البرنامج، الذي يتخذ من روما مقرا له، من استثمار نحو 28 مليار دولار وتوزيع أكثر من 47 مليون طن من المساعدات الغذائية من أجل مكافحة الجوع وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتقديم مساعدات الإغاثة في حالات الطوارئ في أنحاء العالم.
| |
|