Admin Admin
عدد المساهمات : 669 نقاط : 1362 تاريخ التسجيل : 12/08/2009 العمر : 34 الموقع : دمشق
| موضوع: أطفالنا في ظل الحروب... كيف نتعامل معهم؟ الأربعاء ديسمبر 09, 2009 11:41 pm | |
| أطفالنا في ظل الحروب... كيف نتعامل معهم؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..}
في ظل الحرب التي نعيشها، وبسبب تكرار مشاهد القتل والدمار، فكما نتأثر نحن بهذه المشاهد أطفالنا أيضاً يتأثرون، حول تأثير المشاهد عليهم قمنا بالحديث مع الاخصائية رائدة دعيم
في ظل الحرب التي نعيشها، وبسبب تكرار مشاهد القتل والدمار في وسائل الإعلام، فكما نتأثر نحن بهذه المشاهد أطفالنا أيضاً يتأثرون، وأترابهم في مكان قريب يقتلون ويفقدون عائلاتهم.
حول تأثير مشاهد الحرب على الأطفال كان لنا هذا اللقاء مع الأخصائية النفسية ومرشدة علم النفس التربوي رائدة دعيم لتحدثنا عن هذا الموضوع:
عائلتي: ما هو تأثير مشاهد الحرب على الأطفال؟
دعيم: المشاهد التي نراها هي مشاهد مفزعة جداً، والأمر الصعب جداً هي أن هذه المشاهد التي كنا نراها بالأفلام هي أمامنا حقيقية، فالمأساة هي أن الحياة أصبحت بنفس بشاعة الأفلام.
فبالنسبة للأطفال معظمهم يخيفهم كثيراً مشاهدة هذه المشاهد ولكن ردود أفعالهم مختلفة،فالأطفال يرتعبون جداً من هذه المشاهد التي تتحول لديهم إلى مخاوف من بقائهم لوحدهم ومخاوف من أن تحدث هذه المأساة له و لعائلته.
أطفال غزة يرون هذه المشاهد أمام أعينهم يومياً وليس من خلال الشاشات وهذا يدل على مدى الفزع الذي يتكون لديهم، من سن الخمس سنوات يبدأ الأطفال بالوعي لما يدور حولهم من أحداث،فالصدمة على أطفال غزة كبيرة جداً حيث تتجسد هذه المأساة أمامهم.
هناك مجموعة أخرى من الأطفال الذين تصبح مشاعرهم صلبة، فعند مشاهدة مشاهد القتل يصبح الأمر اعتيادي و أن هذه المشاهد غير مؤثرة، فهذه المشاهد التي نراها في وسائل الإعلام ترفع نسبة العنف المباح لدى الأطفال، فتكرار مشاهد العنف أمام أعين الأطفال تعطي الشرعية للقتل لدى الأطفال.
هؤلاء الأطفال هم يحاولون تخطي الخوف الذي بداخلهم ويشعرون به اتجاه هذه المشاهد.
عائلتي: ما هي الظواهر التي تظهر على الطفل نتيجة لتأثره بتلك المشاهد؟
دعيم: يظهر الطفل نتيجة الخوف عدة ظواهر ولكنها تختلف من طفل إلى آخر، فهناك أطفال يخافون من البقاء لوحدهم في مكان ما، ويصبح لديهم خوف من أمور لم يكونوا يخافوا منها في السابق، فهناك بعض الأطفال الذين تعرضوا لحادث معين في الماضي وعادت بهم هذه المشاهد لتذكر الحادث. أحياناً وسائل الإعلام تكرر مشهد معين نحن الكبار نستطيع أن نفهم بأن هذا المشهد يتكرر ولكن الطفل يرى أن هذه المأساة تتكرر، وهذا يزيد مستوى الخوف لديهم.
وهناك العديد من الأمور التي تعد كمبادئ في الحياة منها: منع القتل أو إكرام الميت دفنه، ففي وسائل الإعلام يحدث أننا نعارض هذه المبادئ من خلال عرض الجثث المقتولة بالمئات ومن خلال عرض مشاهد الجثث التي تملأ الطرقات، فهذا الأمر خاطئ فحتى لو المأساة كبيرة بهذه الدرجة ولكن على وسائل الإعلام أن تحفظ كرامة أمور معينة.
وهناك العديد من المميزات التي تظهر على الطفل نتيجة لتأثره بهذه الأحداث فعند الأطفال الكبار يمكن أن يظهر ذلك من الخوف من النوم لوحده، أو عدم موافقته على الذهاب إلى أي مكان بالرغم من قربه لوحده، أو استصعاب بقاءه وحيداً. وخوفه من الغرف المغلقة.
أما عن الأطفال الصغار يمكن أن نلاحظ مميزات غير كلامية تظهر خوفهم مثل التبول اللاإرادي أو مص الإصبع أو عادات يعتاد عليها الطفل ويتمسك فيها أكثر مثل اصطحاب لعبة معينة تبعث فيهم الطمأنينة، وهناك أطفال الذين يصابون بفقدان الشهية أو بكثرة تناول الأكل.
عائلتي: كيف يمكن التعامل مع الأطفال في هذه المرحلة؟
دعيم: في البداية من المهم أن لا يرى الأطفال كل المشاهد التي تعرض في وسائل الإعلام، فيجب على الأهل مراقبة ما يشاهده أطفالهم، من الممكن أن يقوم الأهل بمشاركة أطفالهم برامج التلفزيون ولكن يجب على الأهل اختيار وسائل الإعلام التي تتبع طرق الحسم للمشاهد والصور التي يجب على الطفل أن لا يشاهدها.
ومن المهم أن يتحدث الأهل مع أطفالهم عن رؤيتهم لهذه المأساة التي تحدث وربط هذه الحرب مع تاريخ بلادنا ومع أحداث الماضي ومن المهم أن نجيب على أسئلة الأطفال التي تخص الموضوع، ويمكننا أن نسألهم عن مدى خوفهم، ومن المهم عدم إبقاء الأطفال في البيت لوحدهم لأنهم في هذه الأوقات معرضين لرؤية هذه المشاهد أكثر من غيرهم.
هناك العديد من الأهالي المتأثرون جداً بالأحداث التي نراها في وسائل الإعلام وبهذا الطفل يتأثر لرؤية هذه المشاهد، وعلى الأهل أن يتابعوا هذه المشاهد بمقياس معقول بحيث لا يأخذ الطفل تأثر الأهل كمبرر لتأثرهم.
من المهم أن نتفاعل مع هذه الأحداث دون أن نكون خاملين اتجاه هذه الأحداث فيمكن مشاركة أبنائهم في حملات الإغاثة و محادثتهم عن مساعدة يمكن تقديمها.ويجب أن نضمن للطفل أن الحاضر الذي يعيشه آمن بالمحافظة على مجرى الحياة الطبيعي الذي يتضمنه فعاليات مختلفة.
عائلتي: بعد عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة بعد العطلة، ما هو دور المعلمين بهذا الوقت؟
دعيم: مهم جداً كلام المعلمين مع الطلاب، فيجب على المعلمين الحديث مع الطلاب خلال اليوم الأول لعودة الطلاب على المدارس،للسماح للطلاب بالتعبير عن رأيهم و أخذ مساحة من التنفس والحديث عن الموضوع. ويمكن التفكير المشترك بين المعلمين والطلاب بكيفية المساعدة بحملات الإغاثة أو بجمع التبرعات لأهالي غزة.
عائلتي: أي درجات التأثر لدى الطفل تستدعي المعالجة؟
دعيم: غالبية الأطفال يمرون هذه الأزمة كأزمة جماعية، فهي تكون أزمة عابرة لأننا بعيدين تقريباً عن الأحداث، هناك مجموعات من الأطفال التي تكون لديهم درجة التأثر حول هذا الموضوع أكبر من الأطفال الآخرين، فهناك أطفال نتيجة لفقدان أعزاء بالماضي من الصعب عليهم تقبل هذه المشاهد بدون تأثر وهناك أطفال الذين لديهم صعوبات من الماضي بالرغم من محاولتنا تهدئته لا يمكن أن يساعده ذلك.
فهؤلاء الأطفال يحتاجون لرعاية أكبر ومعاجلة من أشخاص مهنيين.
~ خالص ودي ~ | |
|