الصحفي محمد عياش
عدد المساهمات : 2 نقاط : 6 تاريخ التسجيل : 07/12/2009
| موضوع: الولايات المتحدة الأمريكية ( ومبادئها )من ( مونرو ) إلى ( جيمي كارتر ) إلى ؟ الأربعاء ديسمبر 09, 2009 2:11 am | |
| ينسب المؤرخون والباحثون السبب المباشر للثورة الأمريكية على انكلترا إلــــــــى ضريبة ( الشاي ) الشهيرة , أما فرانكلين , وهو أحد الوجوه البارزة في هذه الثـــــورة فيحلل الأسباب كما يلي : كانت الولايات الأمريكية مستعدة عن طيب خاطر لتقبل هــذه الضريبة الإضافية البسيطة وما ماثله لولا إقدام إنكلترا على انتزاع حق إصدار النقـــــد من الولايات المتحدة الأمريكية , مماخلق حالة البطالة والاستياء 00 عم هذا الاستياء شيئا ً فشيئا ً كل سكان الولايات , ولكن أحدا ً منهم لــــم يــــــدرك أن الضرائب الباهضة الجديدة والسلب الاقتصادي كانت نتيجة عصابة من اللصــــــــوص العالميين كانت تسلب في الوقت نفسه اقتصاديات انكلترا ذاتها , وهكذا لم تلبث الثورة أن تفجرت وحدث الصدام الأول المسلح بين الثوار الأمريكيين والقوات الانكليزية في ( لكسنغتون ) يوم 19 نيسان 1775 , تتالت الأحداث المعروفة جيدا ً مما لا لـــــزوم لذكره حتى عُين ( جورج واشنطن ) قائدا ً لقوات الثورة وأعلن الكونغرس في 4 تموز 1776( بيان الاستقلال ) 0 دام الصراع بعد ذلك أعواما ً سبعة تعهد المرابون العالميون خلالها تمويـــل هـــــــذه الحروب الاستعمارية التي كانت بلا ريب فرصة اجتنت خلالها مجموعة " روتشيلد " أموالا ً طائلة عن طرق إمداد الحكومة البريطانية بالجنود المحترفين من مقاطعة هس الألمانية 00 وانتهت الحرب باستسلام قوات القائد الإنكليزي ( الجنرال كورنواليس ) وعقد معاهدة ( باريس ) التي كان المفاوض الأمريكي الرئيسي فيها ( فرانكلين ) --- التي اعترف فيها باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية في الثالث من أيلول 1783 م على اعتبار أن الولايات المتحدة لها عيد وطني مثلها مثل الدول التي عانــــت من الاحتلال وذاقت مر الظلم , وعرفت الممارسات القاسية بحقها , وعلى هذا يجب عليها أن تكون في طليعة المناهظين للاحتلال والظلم أينما كان0 وحقيقة الأمر لقد عاشت أمريكا ألوانا ً من المواقف والتحديات الداخلية والخارجيــه ومن ذلك المواقف ماسمي بــ ( مبدأ مونرو ) الذي وضعه الرئيس الأمريكـــــــــــي / جيمس مونرو / عام 1823 م الذي ينص على " تطبيق سياسة شبه انعزاليـــة في الولايات المتحدة الأمريكة في علاقاتها الخارجية " , وظل هذا المبدأ ســــائدا ً فـــي محدودية الدور الأمريكي في السياسة الدولية حتى الحرب العالمية الثانية في القرن المنصرم حتى خرجت أمريكا إلى العالم كــــ قــوة دنيوية عظمى 0 لكن التاريخ يشهد للرئيس الأمريكي ( وودر ويلسون ) عام 1918 م الذي يتألـــــف من / 14 / نقطة , ويركز على ( مبدأ الاهتمام بصورة أكبر بمستقبل السلم والأمــن في الشرق الأوسط ) , وينص هذا المبدأ على علنية الاتفاقيات كأساس لشرعيتهــا الدولية , وهو ماكان يحمل إدانة صريحة لاتفاقية / سايكس بيكو / التــــــي سبقـــت إعلانه بسنتين , ولمبدأ الممارسات الدبلوماسية التآمرية التي مارستها تلك الدول 0 كما دعا مبدأ ويلسون ضمن بنوده إلى منح القوميات التي تخضع لسلطة الدولــــــــة العثمانية كل الضمانات التي تؤكد حقها في الأمن والتقدم والاستقلال , والطلب مــن حلفائه الأوربيين التخلي عن سياساتهما الاستعمارية واحترام حقوق الشعوب فــــــي تقرير مصيرها (( ! )) لكن اصطدمت مبادئه بمعارضة حلفائه الأوربيين في المؤتمر الذي عقد بعد الحـرب العالمية الأولى في باريس 000 وحينها أمكن التوفيق بين الموقفين بالعثور علــــــى صيغة ( الانتداب الدولي ) المتمثل في إدارة المناطق بواسطة (( عصبة الأمم )) وبإشراف مباشر منها , على أن توكل المهمه ( لبريطانية وفرنسا ) نيابة عــــــــــن عصبة الأمم ((( ! ))) 0 بعد هذه الفتره التي لن تتكرر ؟ جاءت فترة لتتوضح أيادي العابثين والمرابين في جسم الدولة الأمريكية , لتنتقل من مرحلة النظرة الإنسانية إلى النظرة المتسلطة وفرض سياسة الإشراف والتحكم , وزعيم هذا التيار هو الرئيس ( هاري ترومان ) عام 1947 والذي عرف باسم ( مبدأ ترومان ) الذي ينص على " الدفـــاع عــــن اليونان وتركيا وشرق البحر الأبيض المتوسط في وجه الأطماع السوفيتية " 0 والهدف منه ( خنق القوة السوفيتية ) ومنعها من التسرب إلى المناطق ذات الثقـــل الاستراتيجي الاقتصادي البارز بالنسبة للأمن القومي 0 ويمكن القول أن هـــــــذه المرحلة هي بداية الحرب الباردة بين القطبين 0 وبعد أن تبلورت الرؤية الأمريكية الطامحة إلى قيادة العالم بأسره مفوضة نفسهـــا راعية لكل المعادلات السياسية في العالم , ومع تنامي الصراع مع الاتحـــــــــــاد السوفيتي , وجدت نفسها اللاعبة الوحيدة في مصير العالم بغض النظر عن العــدو التقليدي لها التي دخلت معه سباق تسلح طويل المدى 0 والمبدأ الجديد يكرس مانقول – حيث أعلنه الرئيس الأمريكي ( دوايت أيزنهاور ) في الخامس من يناير عام 1957 م ضمن رسالة وجهها للكونغرس في سيــــــــاق خطابه السنوي الذي ركز فيه على أهمية سد الفراغ السياسي الذي نتج في المنطقة العربية بعد انسحاب بريطانية منها , وطالب الكونغرس تفويض الإدارة الأمريكية بتقديم مساعدات عسكرية للدول التي تحتاجها للدفاع عن أمنها ضـــد الأخطــــــار الشيوعية , وخلق المبررات , بل إناطة مهمة مقاومة النفوذ والتسلل السوفيتــــــي إلى المناطق الحيوية بالنسبه للأمن العربي بالدول المعنية الصديقة للولايـــــــــات المتحدة عن طريق تزويدها بأسباب القوة لمقاومة الشيوعية , وكذلك دعم تلــــــك الدول اقتصاديا ً حتى لاتؤدي الأوضاع الاقتصادية السيئة إلى تنامي الأفكــــــــار الشيوعية 0 ومع امتداد وانتشار الولايات المتحدة الأمريكية في كل مكان تقريبا ً, لم يبق فــــي الخطط مايستحق التخطيط له , حيث باتت الدول تابعة بشكل مباشر أو غير مباشر لها , وعلى ذلك يمكن أن تتغير الأستراتيجية السابقة وتعديلها لتدخل مرحلة فـــي غاية من الذكاء والدهاء , لتجد أمريكها نفسها أمام معطيات جديدة وهي ماتبناهــا الرئيس الجديد ( ريتشارد نيكسون ) والتي أعلنها في يوليو عام 1969 م وتنـــص على : " أن الولايات المتحدة ستعمل على تشجيع بلدان العالم الثالث على تحمــــل مسؤوليات أكبر في الدفاع عن نفسها , وأن يقتصر دور أمريكا عى تقديم المشورة وتزويد تلك الدول بالخبرة والمساعدة " (( ! )) 0 ومن هذا المبدأ الدهين الذي أقـُــر للولايات المتحدة الأمريكية , التفويض والقيـــادة والوصاية لجميع الدول العربية , وبعض الدول الحليفة والواقعة تحت الاتفاقيات الكبيرة والمكبلة بها 0 والذي أكد هذا الدور المبدأ الجديد الي أعلنه الرئيس الأمريكي ( جيمي كارتر ) في الثمنينات من القرن الماضي والذي يؤكد فيه " تصميم الولايات المتحـــــــدة الأمريكية على مقاومة أي خطر يهدد الخليج , بما في ذلك استخدام القوة العسكرية ومن هذا المبدأ نتجت فكرة إنشاء قوات التدخل السريع للتدخل في المنطقة , وحث حلفائها للمشاركة في هذه القوة , وقد أنشئت قيادة عسكرية لهذه القوة عرفـــــــــت ( بالسنتكوم ) " ومن هذه الفكرة أصبحت أمريكا القطب الأوحد لهذا العالم بعــــــد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1989 م , ومنذ هذا التاريخ لم تحتاج أمريكا لتغييـــر أو إيجاد مبدأ للعمل بموجبه , بل وجدت بـــ بالسنتكوم أفضل فكرة وأفضــــــــــل استراتيجية , وكل الدلائل والمؤشرات تدل على أن أمريكا أصبحت تعمل بهــــذا المبدأ دون الرجوع أو المشاورة مع أي من الدول , وبل وأصبح مجلس الأمـــــن في يمينها والجمعية العامة للأمم المتحدة يسارها 0 وكل القضايا وكل الخلافات العالمية والعربية , وخصوصا ً قضية العرب الأولـــــى / فلسطين / تتأرجح بين اليمين واليسار الأمريكي , والمستفيد الأكبر مـــــن هــــــذه الأرجحة إسرائيل التي ماتزال ماضية في تنفيذ مشروعا الاستيطاني وتهويد القــدس الشريف , إن هذا الوضع المزري الذي وصلت به الولايات المتحدة , لن يطول أبدا ً ولن يبــق سائدا ً بسبب التطلع الجديد للبلدان المتحفزة للتخلص من التبعية العمياء ولـــــو أدى إلى تقديم ملايين الشهداء , وبسبب الاستهتار بحقوق الشعوب المتطلعة الحالمـــــــة إلى الحرية التي بدأت تظهر وتتعاظم أصواتها في المحافل الدولية والذي كان أخرها تقرير القاضي / غولدستون / الذي أيقظ ضمير العالم بسبب ماارتكبته ألة الحــرب الإسرائيلية مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية , واستعمالها للأسلحة المحرمــة دوليا ً ( الفوسفور الأبيض ) 0 | |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 669 نقاط : 1362 تاريخ التسجيل : 12/08/2009 العمر : 34 الموقع : دمشق
| موضوع: رد: الولايات المتحدة الأمريكية ( ومبادئها )من ( مونرو ) إلى ( جيمي كارتر ) إلى ؟ الأربعاء ديسمبر 09, 2009 3:49 am | |
| | |
|