حذّر تقرير حديث من الكوارث التي تتهدّد المنطقة في القريب العاجل بسبب مفاعل ديمونة النووي الصهيوني و الذي يحوى أخطر أسلحة دمار شامل في المنطقة و يعاني من تردّي في خدماته الوقائية و تسرب في بعض مواده المشعة إلى جانب دفن الكيان الصهيوني لمخلفاته و مواده الخطرة في مناطق غير معروفة و عدم استبعاد دفنها في الأراضي الفلسطينية .
و أشار تقرير أعده مركز الإعلام و المعلومات بغزة أن مفاعل ديمونة الرابض في صحراء النقب على مقربة من الحدود المصرية أنتج حتى الآن ما لا يقل عن 200 قنبلة نووية و القادرة على إبادة الشعوب العربية جميعاً بل يمكن أن يمتد تأثيرها إلى خارج المنطقة العربية أيضاً بالإضافة إلى الأسلحة الكيماوية و البيولوجية التي تمتلكها دولة الكيان الصهيوني و التي استخدمتها بالفعل في حربها عام 1967 كما استخدمتها ضد الشعب الفلسطيني خلال انتفاضة الأقصى الحالية .
و ذكر أن طريقة الكيان الصهيوني في التخلص من نفاياته النووية لا يزال يشوبها الكثير من السرية و لكن البعض يؤكد بأنها تقوم بدفنها في صحراء النقب و في البحر الأحمر و زاد في الآونة الأخيرة حديث الأوساط الدولية عن الخطر الذي أصبح يمثله مفاعل ديمونة الذي أقيم عام 1963 بسبب تسريب بعض مواده المشعة الأمر الذي قد يؤدّي إلى كارثة جديدة تعيد تمثيل مأساة تشيرنوبل في الاتحاد السوفيتى ، منوّهاً إلى أن المفاعلات النووية تشكّل خطراً داهماً بمجرد وجودها لأنها تتعامل مع المواد المشعة و تنتج النفايات النووية التي تهدد حياة البشر و البيئة الطبيعية و ليس فقط الأمن و السلام الدوليين .
و أوضح التقرير أن صوراً حديثة التقطتها الأقمار الصناعية التابعة لمؤسسة إيكونوس للتصوير الفضائي كشفت عن احتمال أن تكون (إسرائيل) قد أنتجت كمية من البلوتنيوم تكفي لتصنيع ما يصل إلى 200 رأس نووي جديد ، كما لم تزود السلطات الصهيونية مفاعل ديمونة بأبراج تبريد جديدة منذ عام 71 مما يشير إلى أن قوة تشغيل المفاعل لم تتغير كثيراً منذ ذلك الحين ، و تقول رابطة العلماء الأمريكيين إن تقديرات المخابرات لقدرات (إسرائيل) النووية في عام 90 كانت تشير إلى امتلاكها ما يتراوح بين 75 و 130 سلاحاً نووياً ، و يبلغ المعدل السنوي لإنتاج البلوتنيوم في المفاعل 20 كيلوجراماً حيث تعتبر دولة الكيان في الوقت الراهن هي الدولة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية لكنها ترفض الاعتراف بملكية هذه الأسلحة و رفضت باستمرار السماح لإجراء تفتيش دولي لمفاعل ديمونة ، كما أنها ترفض التوقيع على معاهدات حظر الانتشار النووي و تتبع دولة الكيان ما تصفه بسياسة الغموض النووي و تقول إنها لن تكون أول دولة تقوم بإدخال الأسلحة النووية إلى الشرق الأوسط .
و أنشأت دولة الكيان الصهيوني مفاعل ديمونة عام 1963 بمعونة من فرنسا التي كانت تربطها بها آنذاك علاقات تعاون وثيقة ، و بتمويل من الولايات المتحدة و مساعدات متعددة من بينها نقل بعض اليورانيوم المخصب ، و هو مكوَّن من تسعة مبانٍ بما فيها مبنى المفاعل و تخصص كلّ مبنى من تلك المباني التسع في إنتاج نوع معين من المواد التي تُستعمل في إنتاج الأسلحة النووية ، فمواد البلوتونيوم و الليثيوم و البريليوم التي تُستخدم في صناعة القنبلة النووية تنتج هناك ، هذا بالإضافة لإنتاج اليورانيوم المشبع و التريتيوم .
هذا و يعد المفاعل أحد أكبر أسرار الحياة النووية في العالم حيث ظلت دولة الكيان منذ بداية إنشائها له رافضة تماماً عمليات التفتيش الدورية التي تخضع لها الدول الأخرى كما ترفض الزيارات التي تقوم بها وكالة الطاقة النووية الدولية لمثل هذه المواقع في العالم و هي حتى يومنا هذا ترفض التوقيع على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية و التي وقعتها الدول العربية ، و حاولت الولايات المتحدة نفسها إرسال بعض المسئولين فيها عن البرنامج النووي للتفتيش على مفاعل ديمونة بعيداً عن العاملين بوكالة الطاقة النووية الدولية لكن الكيان رفضهم كما رفض ممثلي الوكالة الدولية و هكذا فإن مفاعل ديمونة لم يدخله أحد من خارج الكيان منذ إنشائه .