على ضوء المباراة النهائية بين منتخب الجزائر ومنتخب مصر, تثار مجموعة من التسائلات حول القواسم المشتركة, بين الدول المنضوية تحت مظلة جامعة الدول العربية.
لقد صدق المثل الروسي الذي قال "من يفرح قبل الآوان ,فالنتيجة بكاء عند الخاتمة.ولا شماتة من خسارة المنتخب المصري , لأن الروح الرياضية تقتضي القبول بالهزيمة,والعرب أن تقبلوا الهزيمة في جميع حروبهم , فلماذا يصعب عليهم تقبل نتيجة هزيمة رياضية وليست حربية!
الذي حصل كان مبالغ به سواء من المصريين أم من الجزائريين , والسبب أننا نحن العرب شاطرين بالاستقواء على بعضنا البعض, فلنتصور ان أحد المنتخبين كان نده فريق ليس عربي , فأنا واثق بأنهم لما كانوا سيتصرفوا مثلما حصل بينهم.
وكلنا لاحظ عندما لعبت مصر أو الجزائر في تصفيات بطولة العالم في السابق فلم تستنفر هذه الدول بأكثر مما حصل بين المنتخبين, ووضع كافة الامكانيات المدنية والحربية من أجل هذه المعركة. وأود أن أشكر الله بأنه لا حدود مشتركة بين مصر والجزائر , والا لشهدنا حشودات على الحدود ولربما لقيام حرب أسوء من حرب داحس والغبراء , والتي هي بحق أطول حرب في التاريخ والسبب هو رياضي ولكن بدون روح رياضية وبدون أخلاق.
مصر سخرت امكانيات مادية وعشرات الفضائيات لنقل الحدث الجلل, والجزائر كذلك , وياليتهم سخروا بعض هذه الامكانيات عندما كانت الحرب على غزة , وياليتهم سيسخرون بعض هذه الامكانيات عندما سيهدم المسجد الأقصى. يا حيفهم !!! فمنذ صغري وأنا أحفظ النشيد الجزائري والمصري عن ظهر قلب, فهل من شك بأننا عقدنا العزم أن تحيا الجزائر , فأشهدوا , فأشهدوا. أم والله زمن يا سلاحي , السلاح من أجل كرة القدم , ومن أجل الحفاظ على السلطة.
ألا يكفي ما نحن عليه من الذل والهوان والتخلف , فأخجلوا, فلا سامحكم الله .
د .يوسف ديب