** قـريـة الـقـديـريـة **
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** قـريـة الـقـديـريـة **

,,,أول موقع خاص لقرية القديرية بإدارة منير أبو ناصر,,,
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- تحويل الإسلام إلى أيديولوجية ممارسة تحريفية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ahmad-abonaser
عضو فضي
عضو فضي
ahmad-abonaser


عدد المساهمات : 65
نقاط : 211
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 34

الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- تحويل الإسلام إلى أيديولوجية ممارسة تحريفية Empty
مُساهمةموضوع: الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- تحويل الإسلام إلى أيديولوجية ممارسة تحريفية   الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- تحويل الإسلام إلى أيديولوجية ممارسة تحريفية I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 01, 2009 1:21 am

إن الشروط التي ظهر فيها الإسلام تقتضي تصحيح المعتقدات الخاطئة التي كانت سائدة بين الناس من قبل و خاصة بين العرب و التي أدت إلى حدوث تمزق في المجتمع يقود إلى حروب طاحنة بين البشر و الغاية من تصحيح المعتقدات الخاطئة هي توحيد العقيدة التي لا تكون إلا صحيحة كمدخل لتوحيد الناس. فتصيبهم الحروب المختلفة و المدمرة و لجعلهم يتفرغون لعملية التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية.

فتوحيد عبادة الله بظهور الإسلام يعتبر تحولا عظيما في تاريخ البشرية، لأنه ككل نقلة نوعية في اتجاه إخضاع الأمور إلى التحكيم العقلي الذي دعا إليه القرآن الكريم في غير ما آية بما في ذلك العبادات التي جاء فيها قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام "فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لا احب الآفلين. فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر، فلما أفلت قال يا قوم إني بريء بما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات و الأرض حنيفا و ما أنا من المشركين" فإبراهيم عليه السلام أدرك وحدانية الله و تجرده " لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار" باستخدام عقله في هذا الكون، و انطلاقا من الشروط التي أحاطت به و وصولا إلى النتيجة المتوخاة.

و في آية أخرى نجد قوله تعالى "لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا" في إشارة إلى تعدد آلهة المشركين قبل الإسلام مما افسد المجتمع العربي في ذلك الوقت و ادخله في حروب مدمرة.

و قد أدى هذا التحول إلى توحيد العرب في نظام عربي واحد و الشروع في توحيد الأقوام المختلفة في ظل الدولة الواحدة التي أنشأها المسلمون و التي حكمت من المحيط الأطلسي إلى حدود الصين، و هو ما ترتب عنه تطور نوعي في الحياة البشرية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية. و انتج تراكما معرفيا و علميا و حضاريا لازال يعتبر مرجعا إلى يومنا هذا.

و لذلك فتوحيد عبادة الله لا يكون إلا بغاية تمرس البش على التوحد لا على التنمذج و التقولب.فالتوحد يعني مد الجسور بين البشر على اختلاف ألسنتهم و ألوانهم. فقد جاء في القرآن الكريم " إنا خلقناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا" و التعارف لا يكون إلا بإجراء الحوار بين طرفين مختلفين حول قضية من القضايا وصولا إلى ما يوحد لتجنب الحروب المدمرة.

غير أن ما نراه اليوم تبعا لما حدث في تاريخ الإسلام الذي يسجل تفرق المسلمين إلى فرق متعددة تدعي كل واحدة منها تمثيلها للإسلام و المسلمين. و ما ذلك إلا لاعتبار الإسلام و تأويل نصوصه تعبيرا عن مصلحة كل فرقة تتحول إلى حزب سياسي. فشيعة بني أمية و شيعة علي، و شيعة آل الزبير، و الخوارج كلها فرق/أحزاب يسعى كل منها إلى ربط الإسلام بالسياسة و جعله تعبيرا عن الموقف السياسي لحزب من الأحزاب. لتستمر الفرق/الأحزاب بعد ذلك موظفة الإسلام في مجال السياسة، و هو توظيف يهدف إلى النمذجة و القولبة كما يجري الآن في العديد من البلدان الإسلامية حيث يمكننا بكل سهولة التمييز بين المنتمين إلى الأحزاب المؤدلجة للإسلام من خلال طريقة تعامل الناس و شكل اللحية و نوع ما يوضع على الرأس تماما كما يتميز المنتمون إلى التيارات و الأحزاب الدينية الصهيونية و هذه النمذجة و القولبة لا علاقة لها بما جاء به الإسلام الذي يرى " أن الله لا ينظر إلى صوركم بقدر ما ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم".

و لذلك فتحويل الإسلام إلى ممارسة أيديولوجية ينفي عنه كونه صالحا لكل زمان و مكان، كما ينفي عنه كونه دين الحرية على مستوى المعتقدات المختلفة "لا إكراه في الدين" و دين المساواة " لا فرق بين عربي و لا عجمي و لا بين ابيض و اسود إلا بالتقوى" و دين الإخاء و التسامح و المحبة " المومنون و المومنات بعضهم أولياء بعض" –قرآن كريم- و "المومن للمومن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا" –حديث شريف- و دين الحوار " و لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي احسن" – قرآن كريم- لأن الأيديولوجيا تقتضي رفع شعارات نقيضة لما أوردناه من آيات و أحاديث مثل شعار "الإسلام دين و دولة" و شعار "الجهاد" و شعار "الدولة الإسلامية". لأن هذه الشعارات تقتضي الإقصاء و نفي الآخر، و السعي إلى السيطرة على جهاز الدولة باسم الإسلام، و إدخال الناس في قالب مسلكي معين ينفي التفاعل و التطور و يحرص على النمذجة في المظهر و في المصطلحات المستعملة و في الفكر و في المعاملة و يحول المسلمين إلى جواسيس على بعضهم البعض.

و هذه الممارسة الأيديولوجية التي أنبتتها الفرق الإسلامية منذ مقتل عثمان بن عفان، و لازالت تنبتها إلى يومنا هذا هي ممارسة تحريفية لا علاقة لها بالإسلام و لا بفهمه الصحيح الذي لا يلغي الاختلاف و حق الاختيار و التفاعل مع المستجدات التي تحدث و التي يجب استيعابها من قبل المسلمين.

فماذا نفعل من اجل إسلام غير مؤدلج ؟ إن الجواب على هذا السؤال يقتضي :

1) تكريس الفهم الصحيح للإسلام باعتماد المرجعية الصحيحة : الكتاب و السنة، وكل الكتب التي تثبت نزاهتها العلمية و المعرفية، و تجنبها لادلجة الدين الإسلامي.

2) تصنيف الكتب المؤدلجة للدين الإسلامي ضمن الكتب المحرفة له، العاملة على استغلالها للدين الإسلامي لصالح السياسة أو لصالح ممارسة تحريفية محددة، و التشهير بها، و إنجاز دراسات نقدية لمضامينها من اجل الكشف عن التأويلات التي تروج لها.

3) الحفاظ على المساجد من استغلال مؤدلجي الدين الإسلامي، و الحرص على أن يكون أئمة المساجد على بينة من حقيقة الإسلام، و الحصول على الحد الأدنى من المعرفة الدينية الصحيحة. و العمل على إخضاعهم للمحاسبة القانونية في حالة توظيف المساجد لأغراض مشبوهة.

4) أن تكون مصادر المعرفة الدينية خاضعة لمراقبة هيأة علمية متخصصة ذات وجود مركزي، و جهوي و محلي تراقب ما يمارس في المساجد و المدارس و المعاهد و الكليات التابعة للدولة. و ما يدرس في المدارس المختلفة مما يمس تحريف جوهر الإسلام.

5) منع تكوين جمعيات و أحزاب و نقابات على أساس الانتماء الديني حتى لا تتخذ تلك الإطارات وسيلة لتضليل الناس و استقطابهم لجعلهم يعتقدون بادلجة الدين الإسلامي.

6) منع التمظهر اللصيق بالترهبن المخالف للعادات و التقاليد و الأعراف، و الهادف إلى التأثير على سلوك الناس، و الساعي إلى تكريس شكل معين من ادلجة الدين الإسلامي.

و بذلك نحافظ على العقيدة الإسلامية من التحريف، و نحصنها من الادلجة، و نمكنها من إنجاز دورها في التربية الروحية، و بث القيم النبيلة في صفوف المسلمين.

و للوصول إلى ذلك لابد من تنوير عقول المسلمين و بث أشكال الوعي الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و المدني و السياسي. لأن إرجاع الأمور إلى أصولها يعتبر وسيلة لتصحيح العقيدة.

فإرجاع حدوث الأفعال إلى الإحساس المادي و إلى العلاقات الاجتماعية بين الناس يزيل التفسير المثالي من أذهان الناس، و يجنبها القول بمرجعية الأحداث و الأقوال إلى قوى غيبية لا نعلمها. و بالتالي تزول الحاجة إلى مدعي معرفة الغيب بإثبات أن التفاعلات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية المصحوبة بتردي أشكال الوعي التي يحل محلها الوعي الزائف.

و لذلك فممارسة ادلجة الدين الإسلامي تعتبر ظاهرة مرضية ترتبط بتعميق الاستغلال الرأسمالي العالمي لأوضاع الكادحين في العالم الذي جاء مصحوبا بمناهضة و محاربة المد الاشتراكي على المستوى العالمي، و توظيف كل الإمكانيات من اجل ذلك، بما فيها توظيف الدين الإسلامي من قبل الذين قدمت لهم الرأسمالية العالمية كل الإمكانيات المادية لأداء دورهم المرحلي لمساعدة الرأسمالية العالمية على محاصرة الاشتراكية على المستوى العالمي حتى لا يتغلغل في صفوف الكادحين بدعوى مواجهة "الإلحاد".

و لتجاوز هذه الظاهرة المرضية يجب إعادة الاعتبار لدمقرطة المجتمع اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا و مدنيا و سياسيا لأنه بدون الدمقرطة لا يمكن القضاء على الأمراض الناتجة عن الاستغلال الرأسمالي التبعي للشعوب الإسلامية. فدمقرطة المجتمع تمكن الفعاليات الاجتماعية من التمتع بحقوقها و التعبير عن رأيها في كل القضايا التي تهمها و اختيار من يمثلها في كل المؤسسات التمثيلية، وفق برنامج محدد و هادف يسعى إلى وضع حد لمختلف الظواهر المرضية و بدون تلك الدمقرطة يحضر التعلق و التراجع و التدهور المنتج لظاهرة ادلجة الدين الإسلامي، و إقناع الناس بتلك الادلجة و تعبئتهم وراء مؤدلجيهم لتحقيق أهداف طبقية محددة، و ليس نشر الإسلام أو المحافظة عليه أو الدفاع عنه كما يدعي ذلك المتنبئون الجدد.

فما مصير مؤدلجي الدين الإسلامي ؟ من المعلوم أن من وقف وراء ازدهار هؤلاء، و اكتساحهم للشعوب الإسلامية في جميع أرجاء الأرض، و قيادة المسلمين و تعبئتهم لمحاربة المد الاشتراكي، و العمل على نقض الفكر الاشتراكي العلمي، و إتاحة الفرصة أمام التغلغل الرأسمالي التبعي هم الرأسماليون و الرجعيون. و مادام هؤلاء قد حققوا أهداف الرجعية، و الرأسمالية الهمجية العالمية، فإن الرجعية و الرأسمالية العالمية لم تعودا في حاجة إلى مثل هذا التوظيف الإيديولوجي للدين الإسلامي و لا لمؤدلجيه. و بالموازاة مع ذلك أخذت تنكشف معالم الإيديولوجية في فكر و ممارسة المتنبئين الجدد و دورهم في تكريس التخلف الاجتماعي الذي اصبح يتعمق اكثر من أي وقت مضى. و لذلك فمؤدلجو الدين الإسلامي اصبحوا يشكلون عائقا كبيرا أمام التطور الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و المدني و السياسي بسبب تمسكهم بالشعارات الأيديولوجية التي صاغوها بدعم من الإمبريالية و الرجعية التي لم تعد تطمئن على نفسها من خطر المتنبئين الجدد، و جحافل اتباعهم. و لذلك فإن الرجعية الرأسمالية التابعة و الرأسمالية ستعمل على التخلص منها، و الجماهير الشعبية الكادحة ستتخلص من هيمنة الفكر الإسلامي المؤدلج على عقولها، و سينحصر فقهاء الظلام الذين سيراوحون مكانهم، و لا يجدون سبيلا إلى الامتداد كما كانوا، و سيصبح خطابهم منبوذا لانكشاف ادلجته و لتمسك المسلمين في معظم بقاع الأرض باعتبار الإسلام دين السلام، لا دين الإرهاب. لأن ما يدفع إلى اعتبار الإسلام دين الإرهاب هو تحويله إلى أيديولوجية. و هكذا نجد أن إعادة النظر و كيفية التعامل مع مؤدلجي الدين الإسلامي سيغطي مرحلة بكاملها ليعود الاعتبار إلى دور التنوير الذي يجعل المسلمين بالخصوص يسعون إلى البحث عن السبل التي تقود إلى اندماجهم في المحيط العالمي المتقدم و المنفتح على كل أشكال التطور التي سيلعب الإسلام دورا أساسيا فيها باعتباره صالحا لكل زمان و مكان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- تحويل الإسلام إلى أيديولوجية ممارسة تحريفية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- تحويل الماركسية إلى عقيدة ممارسة تحريفية
» الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- العداء بين الإسلام و الماركسية
» الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- أهداف الإسلام و أهداف الماركسية أو علاقة الالتقاء و الاختلاف
» الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- دور الإسلام و دور الماركسية
» الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- الإسلام كعقيدة و كشريعة :

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** قـريـة الـقـديـريـة ** :: قائمة المنتديات :: منتدى السياسة-
انتقل الى: