** قـريـة الـقـديـريـة **
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** قـريـة الـقـديـريـة **

,,,أول موقع خاص لقرية القديرية بإدارة منير أبو ناصر,,,
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- دور الإسلام و دور الماركسية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ahmad-abonaser
عضو فضي
عضو فضي
ahmad-abonaser


عدد المساهمات : 65
نقاط : 211
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 34

الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- دور الإسلام و دور الماركسية Empty
مُساهمةموضوع: الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- دور الإسلام و دور الماركسية   الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- دور الإسلام و دور الماركسية I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 01, 2009 1:14 am

و قد يتساءل متسائل عن الدور الذي لعبه الإسلام ؟ و الدور الذي لعبته الماركسية ؟ و هل يمكن المقارنة بينهما ؟

إننا بوقوفنا على الشروط التي جاء فيها الإسلام و الشروط التي حكمت ظهور الماركسية سنصل إلى أن دور كل منهما ينسجم مع تلك الشروط، و سيكون له تأثير عظيم على المراحل اللاحقة.

فدور الإسلام المتجسد في :

1) نبذ عبادة الأوثان التي تعكس تمزق الجاهليين مما يقود إلى قيام حروب فيما بينهم، قد تدوم عقودا، و توحيد عبادة الله تعالى وحده "قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا أحد" "لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا" و توحيد عبادة الله يعتبر احسن مظهر لتحرر الإنسان من التبعية للبشر تلك التبعية التي قد تقوده إلى الاستعباد أو إلغاء إرادته جزئيا أو كليا بتحوله إلى مجرد كائن لا قيمة له. فتوحيد عبادة الله في مرحلة ظهور الإسلام تعني الحسم مع الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية التي كانت متردية بشكل عميق، و الحسم مع العصبية القبلية المتمثلة في تعدد الآلهة تبعا لتعدد القبائل و العشائر بل و الأفراد عندما يصبح لكل فرد إلهه الذي يسجد له كل صباح و كل مساء و الحسم مع الصراع بين القبائل المختلفة و تشجيع الحرية، و تحرير المستعبدين بكافة الأشكال و في كل المناسبات، و الحسم مع إلغاء كيان المرأة التي أصبحت تساوي الرجل إلا فيما اقتضته طبيعتها البيولوجية و أصبحت ترث بدل أن تورث كما كان يحصل. و في هذا الإطار نجد قول الرسول في عائشة "اتقوا هذه الحميرى فإنها نصف دينكم" و هذه القولة إذا كانت تعكس شيئا فإنها تعكس مدى تقدم المرأة على الرجل في مجالات معينة.

و أنواع الحسم التي أشرنا إليها لا تعني إلا إعلان القطيعة مع الماضي على جميع المستويات. و هو ما تم التعبير عنه بالقول (الإسلام يجب ما قبله). و الحسم لا يعني إلا بناء الحاضر على أسس جديدة استعدادا لمواجهة المستقبل بكل طموحاته و متطلباته و مشاكله التي لا حدود لها من اجل إنسان متحرر ملتزم بقواعد المعاملة التي تقتضي احترام كرامة الإنسان.

2) و من الأدوار التي لعبها الإسلام بعد ظهوره القضاء على التمزق الذي ساد بين العرب في الجزيرة العربية بسبب استجابة قبائل مختلفة إلى الدعوة إلى اعتناق الإسلام و الإيمان به كمدخل لتجاوز الوضعية التي كان عليها العرب في جاهليتهم. لأن اعتناق الدين الإسلامي احدث تحولا في عقيدتهم و تفكيرهم. فممارستهم اليومية الفردية و الجماعية جاءت نتيجة لتشبعهم بالقيم و المثل الجديدة التي تشدهم إلى الوحدة على أساس الانتماء القبلي و العرقي، بل على أساس العقيدة الإسلامية التي جعلت العرب يكتشفون وحدتهم و قوتهم و قدرتهم على إبداع حضارة جديدة دأبت في بنيتها كل الحضارات التي كانت قائمة حتى ذلك الوقت.

و من نتائج الوحدة العربية التي كان وراءها اعتناق العرب للدين الإسلامي وقيام الدولة العربية التي توسعت لتحكم من المحيط إلى الخليج انطلاقا من دولة الخلفاء الراشدين، و مرورا بدولة الأمويين و العباسيين، و قيام دولة الأدارسة في المغرب ودولة الأمويين بالأندلس و انتهاء بقيام مجموعة من الدول المتفرعة عن الدولة العباسية.

و لولا اعتناق العقيدة الإسلامية و تشبع العرب بقيم الإسلام ما كانت تلك الوحدة، و ما كان توسع الخريطة العربية كما نراها اليوم، و لولا انحراف التأويلات عن المقاصد الحقيقية للكتاب و السنة ما ظهرت تيارات المتنبئين الجدد التي لازالت تقود عملية ادلجة الدين الإسلامي إلى يومنا هذا، و ما ضعف العرب و تحولوا إلى أقطار تعادي بعضها كما كانت تفعل القبائل قبل الإسلام.

فهل يستطيع الدين الإسلامي أن يوحد العرب كما فعل من قبل ؟ أم أن شروطا أخرى قد تدخلت لتبقى الجسد العربي ممزقا ؟

3) و حتى تتجسد الوحدة العربية و تتم المحافظة على تلك الوحدة، لابد من قيام كيان عربي تأسس بعد وفاة الرسول (ص) الذي لا يمكن اعتباره مؤسسا للدولة العربية بقدر ما هو رسول الله تعالى، و هذا ما يمكن أن نفهمه من خطبته في حجة الوداع التي تضمنت آخر آية نزلت من عند الله "اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا".

4) ففي اجتماع السقيفة تمت بيعة أبي بكر الصديق ليحمل لقب خليفة الرسول (ص) و بعده عمر ابن الخطاب الذي اختار لقب أمير المؤمنين...الخ لتتوالى بعد ذلك الدول المختلفة التي حرصت على وحدة العرب و المسلمين من جهة، و استحضار الدور الذي لعبه و يلعبه الإسلام من جهة أخرى رغم التأويلات المحرفة للنص الديني خدمة لمصالح الحكام و التي اصبح الحكام المستبدون في كل العصور يقتفون أثرها و يعملون على استثمارها لتضليل المحكومين الذين يعانون من الفقر و الظلم و الجوع و المرض و الاستبداد.

5) الانفتاح على غير العرب و على الديانات الأخرى كمظهر من مظاهر نبد التعصب، لأن الإسلام و منذ ظهوره أدرك أن العصبية القبلية يمكن أن تتحول إلى عصبية قومية أو عصبية دينية، و هو ما يتنافى مع حقيقة الإسلام التي وضعت الناس كافة في نفس الكفة " لا فرق بين عربي و عجمي و لا بين ابيض و اسود إلا بالتقوى" كما تدل على ذلك الآية الكريمة " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء، و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا" و استعمال أسلوب ( يا أيها الناس) فيه دليل على نبذ التعصب القومي مما يوحي بأن الإسلام لا يسعى إلى وحدة العرب فقط، و إنما إلى وحدة البشرية جمعاء، و في جميع أنحاء العالم على أساس التشبع بالقيم النبيلة التي هي منطلق إنسانية المسلمين، كما لا يمكن أن تتحول إلى عصبية عقائدية. لذلك نجد الإسلام يدعو إلى الحوار بين الديانات كما جاء في الآية الكريمة "يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم أن لا نعبد إلا الله، و لا نشرك به شيئا" فجميع الديانات التي تحترم وحدانية الله تعالى مدعوة إلى الحوار فيما بينها.

و محاربة الإسلام للعصبية القبلية، و نبذه لأشكالها ينفي عنه وقوفه وراء إرغام الناس على اعتناقه بحد السيف أو بأي ممارسة تفيد معنى الإرغام. فقد جاء في القرآن الكريم " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة، و جادلهم بالتي هي احسن" و قوله تعالى " و لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي احسن" فكأنه تحققت فيه الحاجة المتبادلة بين البشر كما يقول الشاعر :

الناس للناس من بدو و حاضرة بعض لبعض و إن لم يشعروا خدم

6) و لتكتمل الصورة المثلى للإسلام بين المسلمين، و بينهم و بين غيرهم من البشر، نجده يحرص على إقامة العدل بين الناس. و العدل لا يكون كذلك إلا من خلال تجلياته الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية باعتبارها وسيلة لتمكين أفراد المجتمع من تحقيق كرامتهم، و حفظها مما يمكن أن يخدشها.

و لا حاجة بنا إلى القول بأن العدالة في تجلياتها المختلفة تعتبر مدخلا للتحلي بالقيم النبيلة التي يحفل بها القرآن الكريم و التي تتحرك كلها في اتجاه بناء الإنسان المثالي/الواقعي كما تصوره الإسلام، و كما يجب أن يكون في الواقع، حيث تتجسد العدالة الاقتصادية بين المسلمين و غيرهم، و العدالة الاجتماعية التي تعبر عن النمو السليم للمجتمع في جميع المجالات. و العدالة الثقافية التي تكرس احترام مختلف المكونات الثقافية للمجتمع، و العدالة المدنية التي تفرض مساواة جميع المواطنين أمام القانون، و العدالة السياسية التي تمكن المواطنين من تقرير مصيرهم الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و المدني و السياسي. و بذلك نقترب من فهم الإسلام لمعنى العدالة التي اعتبرها مقاربة للتقوى كما جاء في القرآن الكريم " و أن تعدلوا هو اقرب للتقوى".

7) و من اجل إتاحة الفرصة أمام انتشار القيم التي يزخر بها الإسلام نجده يحث على الدعوة إلى التشبع بتلك القيم في كل أرجاء الأرض من اجل سيادة الحق، و دحض الباطل، و الدعوة هنا، و كما يدل على ذلك النص القرآني " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة" لا تعني إلا بسط المبادئ و الأفكار و القيم باللغة المفهومة بين الناس من اجل معرفتها و استيعابها، و بعد ذلك " فمن شاء فليومن و من شاء فليكفر".

و قد يقول قائل بأن الأمر الوارد في قوله تعالى "فاصدع بما تومر و اعرض عن المشركين" يوجب علينا أن نتجند لنشر الدعوة بكل الوسائل بما فيها استعمال السيف –كما يقولون- فنقول له بأن هذا القول رهين بخصوصية المكان، و خصوصية الزمن، و خصوصية الشخص الذي يتلقى الوحي، و خصوصية القوم المخاطبين الذين يدركون جيدا ما جدوى التحول الذي كان ينتظر إحداثه بظهور الإسلام، و لا يمكن أبدا أن ينسحب على جميع العصور حتى لا نقول إن الإسلام انتشر على حد السيف، فالذين استعملوا السيف، استعملوه دفاعا عن الإسلام، و مواجهة الأنظمة الاستبدادية التي تجندت لمحاربة المسلمين لاعتقادهم انهم يشكلون خطرا عليهم، و هو ما اضطر المسلمين –في إطار دولتهم- للتجند لمحاربة تلك الأنظمة لحماية المسلمين الساعين إلى المحافظة على عقيدتهم.

فالدعوة إلى التشبع بالقيم التي جاءت في القرآن الكريم تفرض فتح الحوار و الإقناع و الاقتناع، و تمرس الناس على التربية على تلك القيم المتوجهة إلى الانغراس في السلوك كتعبير عن انغراسها في الروح، مما يحول دون القيام بانتهاك كرامة الآخر، و دوس حقوقه.

و قد يعترض معترض على ما ذهبنا إليه بقوله تعالى " و أعدو لهم ما استطعتم من قوة و رباط الخيل"، فنرد عليه بأن القرآن هنا يتوجه إلى المسلمين الذين يجب أن يحرصوا على قوة دولتهم التي تقوم بحمايتهم من دوس الأنظمة الفاسدة، و توفير شروط الدعوة السليمة بالقول و الفعل قبل اللجوء إلى القوة.

Cool و أهم ما يمكن أن نستنتجه من ظهور الإسلام هو شعور العرب بوحدتهم التي أشعرتهم بقوتهم و حاجتهم إلى بناء دولتهم على المستوى الإداري و القانوني و هو ما شرعت فيه دولة الخلفاء الراشدين، و تبعهم في ذلك الأمويون و العباسيون عن طريق الاستفادة مما وصل إليه الآخرون في الدول المجاورة. فإنشاء الدواوين في عهد عمر يأتي في هذا الإطار بالإضافة إلى إنشاء أجهزة الدولة المختلفة و خاصة الجيش و الشرطة لحماية الدولة من الهجومات الخارجية و لحماية أمن المواطنين بالإضافة إلى جهاز القضاء الذي عليه أن يلعب دورا في تكريس العدل بين الناس. أما على المستوى الاقتصادي فإن التنظيم استهدف بيت مال المسلمين الذي يجب ضبط موارده و مصارفه لحماية دولة المسلمين من الانهيار المالي.

و بناء الدولة هنا ليس لأن الإسلام جاء لتأسيس دولة إسلامية كما يعتقد المتنبئون الجدد، بل لأن توحد العرب و المسلمين في إطار العقيدة اقتضى وجود دولة تحمي مصالحهم، و بالخصوص مصالح الطبقة الحاكمة في المجتمع العربي، و باقي المجتمعات التي اعتنق أفرادها الدين الإسلامي حتى لا نلصق بالإسلام شيئا ليس منه، و حتى يبقى عقيدة لجميع المسلمين.

9) و من أهم أدوار العقيدة الإسلامية الدعوة إلى استخدام العقل التي يمكن أن تحمل في ثناياها الدعوة إلى التحرر من التبعية للأفكار الجاهزة في ذلك الوقت، و التي أوجزها القرآن في قوله تعالى " إنا وجدنا آباءنا على أمة و إنا على ءاثارهم مقتدون" و قوله " انا وجدنا ءاباءنا على امة و انا على ءاثارهم مهتدون". و الأمة هنا توحي باعتماد الأفكار الجاهزة التي يمكن أن تتناقض مع واقع المسلمين الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و المدني و السياسي. و لذلك فالدعوة إلى استخدام العقل تهدف إلى تغيير نمط التفكير القائم على التبعية للأفكار الجاهزة، مما يترتب عنه تغيير سلوك الأفراد و الجماعات، و على جميع المستويات، مما يحدث تطورا في واقع المسلمين، فيلجأون إلى الاستفادة من المعارف القديمة التي تقف وراء إنتاج مختلف المعارف التي أبدعها و أنتجها المسلمون في جميع المجالات التي كانت أساسا لمختلف المعارف التي ازدهرت في مختلف أرجاء الأرض، و التي لا يمكن وصفها لا بالشرقية و لا بالغربية.

10) الحرص على تكريم الإنسان الذي يمكن اعتباره جوهر العقيدة الإسلامية، و الهدف المركزي من وراء الدعوة إلى اعتناقها. و قد نص القرآن الكريم على ذلك في قوله تعالى "و لقد كرمنا بني ءادم" و التوكيد المضاعف في هذا التعبير اكبر دليل على مركزية الهدف. و الذين يقولون : إن الإنسان خلق لاخلاص العبادة لله تقتضي أن يكون العابد مكرما، و تكريمه في تحريره و تحرره من التبعية لغير الله، و تمتيعه و تمتعه بحقوقه الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية و تمكينه إلى جانب أفراد المجتمع الذي ينتمي إليه من سيادته على أرضه.

فالحرص على تكريم الإنسان أنى كان جنسه أو لونه أو عرقه أو لغته، هو أهم ما يميز عقيدة المسلمين. لذلك نجد أن تسارع الفقراء و المستضعفين إلى اعتناق الدين الإسلامي بعد ظهوره مباشرة و تصميمهم على الصبر و الثبات عليه، و تحمل ما مارسه كبراء قريش عليهم، لا يمكن اعتباره إلا دليلا على فهم المسلمين الأوائل لحقيقة الإسلام الذي جاء ليحقق كرامة الإنسان، و ليحفظها حتى يكون المسلم المومن قويا بعقيدته و بإيمانه، و حفظ كرامته، فتكون عبادته خالصة لله. و كما جاء في الحديث "المومن القوي افضل عند الله من المومن الضعيف"

و العبادة التي تتسم بالدروشة، و الضعف، و الحاجة، و الشعور بإهدار الكرامة لا يمكن أبدا وصفها إلا بالاستجداء الذي نسميه استجداء عينة من البشر الذين يتمكنون من الرقاب و العباد. و الإنسان عندما يستجدي لا يعبد الله، و إنما يطلب الإغاثة التي يمكن أن تأتي على يد البشر. فالعبادة تحرر، و تحرر الإنسان مما هو آت، و تربطه بما هو أزلي. فما هو آت ينتزع من المستغلين و المستبدين بالمجمتع عن طريق النضالات المطلبية، و هذا هو الفهم الذي كان في ذهن عمر ابن الخطاب الذي قال قولته المشهورة "إن السماء لا تمطر ذهبا و لا فضة" و هو ما يفيده الحديث الشريف "لأن يأخذ أحدكم حبلا فيحتطب على ظهره فيبيعه خير له من أن يسأل الناس سواء أعطوه أو منعوه" و هو ما يمكن تلخيصه في القول بأن كرامة الإنسان تتحقق بالعمل، و بالنضال المطلبي، و ليس بالاستجداء الذي لا يعطينا إلا شعبا من الدراويش.

أما العبادة فهي في عمقها تعبير عن شكر الله على تأهيل الإنسان للوعي بحقوقه. و النضال من اجل التمتع بها و انتزاعها و الحرص في معاملاته على إرضاء الله تعالى في السراء و الضراء عن طريق تجنب القيام بما يمكن أن يؤدي إلى إهدار كرامة الآخرين.

و بذلك نصل إلى أن تأكيد حفظ كرامة الإنسان أهم ما يحرص عليه الإسلام على مستوى الشريعة. و يمكننا التأكيد على ذلك عن طريق تتبع ما ورد في القرآن الكريم إذا تجنبنا التأويلات الأيديولوجية المغرضة.

11) تنظيم العلاقة بين الإنسان و خالقه، لأن هذا التنظيم لو ترك للبشر لتحول الإسلام إلى دين للرهبانية، و نحن نعرف أن لا رهبانية في الإسلام. لذلك تولى الله تعالى تنظيم هذه العلاقة بينه و بين عباده الأحرار من التبعية لغيره. فتنظيم العبادات و تحديدها في الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج بعد النطق بالشهادتين لم يوكله لبشر، بل اكتفى فقط، بتنزيل الوحي على رسوله محمد (ص) ليبين للناس كيفية القيام بهذه العبادات، و بعده يتعلمها المسلمون من جملة ما يتعلمون من أمور دينهم و دنياهم ثم يتركون لشأنهم، و ما يقوم به بعض المتنبئين الجدد من مدعي احتكار المعرفة الدينية يدخل ضمن تكريس محاكم التفتيش التي عرفتها كنائس القرون الوسطى. و هو ما يتنافى مع الحرية التي جاء بها الإسلام، و التي هي الأصل في الإنسان " متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا". و الله تعالى عندما تولى توحيد العبادات و تنظيمها يعلم انه قد يظهر من بين المسلمين من ينصب نفسه رهبانيا و يفرض وصايته على الإسلام. لذلك فهو يحررنا من الانشغال بالعبادة، و أنواعها و كيفيتها بتحديد شعائرها، و ترك أمر القيام بها للمسلم، و درجة إيمانه و قدرته على الالتزام بتلك الشعائر. و اكثر من هذا جعل التحلي بالقيم النبيلة التي تكرس احترام كرامة الإنسان من عمق الدين الإسلامي "الدين النصيحة" و "الدين المعاملة" كما جاء في الحديث.

فالعبادة في الإسلام و الحرية صنوان، و من يرى غير ذلك يسعى إلى ادلجة الدين الإسلامي ليتحول على يديه إلى أيديولوجية قمعية، و هو عمل ينبذه الإسلام، و يتنافى مع حقيقته.

12) تنظيم العلاقة بين البشر في أمور معينة تهدف إلى حفظ الإنسان، و تحديد نسب الإرث، و العلاقات العامة، و الزواج، و الطلاق، و النفقة و كل ما له علاقة بالتربية الروحية و الخلقية.

و تنظيم من هذا النوع لا يمكن أبدا أن يهدف إلى فرض نمطية معينة على حياة المسلمين بقدر ما يهدف إلى جعلهم غير منشغلين بالعديد من القضايا التي تحدث في كل لحظة تقريبا حتى يتفرغ المسلمون إلى الانشغال بالقضايا الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية الكبرى التي ينطبق عليها قوله تعالى " و أمرهم شورى بينهم".

فالتفرع إلى الانشغال بالقضايا الكبرى لا يكون إلا عبر مؤسسات متفرغة للبحث فيها من اجل الوصول إلى خلاصات ترفع من قيمة المسلمين، و تؤهلهم للعمل في أفق إحداث تطور نوعي في مختلف المجالات إذا تم تجاوز عوامل الكبح التي تفرضها ادلجة الدين الإسلامي، و أطلقت الحريات العامة و الفردية، و تأهل الإنسان المسلم إلى استخدام عقله في المجالات لاستكشاف آفاق التجاوز و التطور، و إنضاج شروط الإبداع المعرفي بصفة عامة، و العلمي بصفة خاصة.

أما إذا لم يكن هناك حسم في الأمور التي تحدث في كل لحظة تقريبا فإن المسلمين سينشغلون بها عن التفكير في القضايا الكبرى مما يفرض تخلفهم المستمر، و يضعف مستوى وعيهم بالقضايا الكبرى و هو ما يؤهلهم لقبول الاستبداد الممارس عليهم، و لذلك كان الحسم في العديد من العلاقات بين البشر رحمة بالمسلمين، و توفير الوقت و الجهد الذي يجب أن يصرف في أمور أهم تفيد مجموع أفراد المجتمع الذين يعانون في معظم بلاد المسلمين من الظلم و القهر و الاستعباد كأسس لتكريس الاستبداد على المسلمين.

أما دور الماركسية فيمكن اختصاره في :

1) الكشف عن بشاعة النظام الرأسمالي الذي لا يهتم إلا بتوسيع هامش الربح على حساب العمال بصفة خاصة، و سائر الكادحين بصفة عامة. و هو ما يؤدي إلى انتشار الأمراض الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية التي تكشف عن بشاعة هذا النظام سواء تعلق الأمر بالمركز أو بالأطراف حسب تعبير سمير أمين.

فانتشار الأمراض المختلفة في المجتمعات المحكومة بالنظام الرأسمالي المؤدي إلى تكريس المزيد من الاستغلال الذي كان يعتبر قبل ظهور الماركسية قدرا من عند الله لا مفر منه، و لا يمكن للعمال و الفلاحين و سائر الكادحين إلا الإذعان له حتى لا يعتبرون مخالفين لارادة الله، فيؤدي ذلك إلى اتخاذ الإجراءات القمعية المختلفة التي تباركها المؤسسة الدينية التي تخدم مصالح المتنبئين الجدد في جميع الديانات.

و قد بينت الماركسية بشأن الاستغلال الاقتصادي بواسطة اكتشاف قانون القيمة و فائض القيمة التي تبين حجم الأرباح التي تذهب إلى جيوب المستغلين، و مدى الحرمان الذي يعاني منه العمال الكادحون.

2) و نظرا لكون البورجوازية في النظام الرأسمالي هي المستفيد الأول، فإنها تسخر كل إمكانياتها المادية و السلطوية لتعميق استغلال العمال الذي لا يزيد المجتمع إلا بؤسا، و يرفع البورجوازية إلى مستوى التخمة.

فشراهة هذه الطبقة البورجوازية المستغلة تدفعها إلى توظيف الأجهزة الإدارية و القضائية و التشريعية لتكريس قمع العمال لجعلهم يذعنون للاستغلال الاقتصادي، و تعرضهم للطرد و التشريد و المحاكمات في حالة مطالبتهم بحقوقهم الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية. و رفع شعار "دعه يعمل دعه يمر" الليبرالي لا يهدف إلا إلى فرض الاستغلال الذي يعتبر تعبيرا عن "ذكاء" البورجوازية، و هو ذكاء يشبه إلى حد كبير ذكاء الحيوانات المفترسة في الغابة. و لذلك فهي توظفه لجعل كل الأجهزة القمعية في خدمة مصالحها الطبقية التي لا حدود لها ابتداء بالسلطة التنفيذية، و مرورا بالسلطة التشريعية و انتهاء بالسلطة القضائية، فكل السلط تكون في خدمة البورجوازية و مؤسساتها الاستغلالية المختلفة منذ قيام الثورة الفرنسية إلى يومنا هذا.

3) الكشف عن التناقضات القائمة بين شعارات البورجوازية و ممارستها، ففي الوقت الذي يدعي فيه البورجوازيون أن نظامهم الرأسمالي يحترم حقوق الإنسان، نجد هؤلاء البورجوازيين أول من ينتهك الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية لتناقض تلك الحقوق مع مصالحهم الطبقية، فيعاني العمال في ظل النظام الرأسمالي من كافة أشكال الجهل و المرض، و الفقر، و الاستعباد، و لم يتمكن العمال من ضمان التمتع ببعض الحقوق إلا بعد كفاحات مريرة، و تقديم تضحيات كبيرة، كما انه في الوقت الذي يدعي فيه النظام الرأسمالي انه جاء ليحقق الحرية نجد أن هذه الحرية لا تتجاوز مجرد إطلاق يد الرأسماليين في الاستغلال البشع للكادحين وفق قاعدة "دعه يعمل دعم يمر".

و الماركسية عندما تكشف عن التناقضات القائمة بين القول و العمل، و بين النظرية و الممارسة في النظام الرأسمالي تكون قد قدمت إنجازا عظيما في التاريخ البشري. و هي بذلك لا تتوانى عن تعميق التناقضات من اجل تأزيم النظام الرأسمالي وصولا إلى إقناع الطبقة العاملة، و حلفائها و سائر الكادحين بعدم نجاعة هذا النظام، و النضال من اجل تحقيق النظام البديل.

4) تحسيس الطبقة العاملة بأهميتها في عملية الإنتاج نظرا لأن التضليل الذي يقوم به البورجوازيون يجعل الشغيلة تعتقد أن عملها هو منحة من البورجوازية، و ليس ضرورة موضوعية كما هو سائد في العديد من مناطق العالم. و دور الماركسية يكمن في إزالة الغشاوة عن أعين الطبقة العاملة، و جعلها تدرك أهمية عملها و ضرورته في عملية الإنتاج، و انه لا يكون هناك إنتاج بدون ذلك العمل.

و إن أهم ما يجعل البورجوازية تزداد استفادة في النظام الرأسمالي هو التضليل الأيديولوجي المسلط على الطبقة العاملة، و سائر الكادحين من اجل تأبيد النظام الرأسمالي، و الاستماتة في خدمته لتأبيد سيطرته. و أهم ما قامت به الماركسية هو الكشف عن ذلك التضليل الإيديولوجي و تشريحه و الكشف عن تناقضاته، و أثره على الطبقة العاملة، و سائر الكادحين و بيان خطورته على مستقبلهم، و وضع أيديولوجية بديل تجعل الطبقة العاملة و حلفاءها يمتلكون وعيهم الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و المدني و السياسي باعتبار ذلك الوعي مدخلا لممارسة الصراع الحقيقي ضد البورجوازية، و ضد النظام الرأسمالي في جميع طبعات المركز و المحيط.

5) و للوصول إلى ذلك لابد من قيام الماركسية بنقض الفكر الرأسمالي و تأسيس فكر الطبقة العاملة، و هو أهم ما أنجزته الماركسية بامتياز و لازالت تقوم به. فمن استفادتها من الإبداعات العلمية المتطورة، و من الفلسفة البورجوازية نفسها قامت الماركسية بوضع منهج للتحليل و التفكير يمكنها من دراسة التناقضات القائمة في الأنظمة الاقتصادية ما قبل الرأسمالية، و انتهاء بالنظام الرأسمالي وصولا إلى الكشف عن قوانين تطور المجتمع و انتقاله من نظام اقتصادي إلى نظام اقتصادي أعلى وصولا إلى النظام الاشتراكي الذي تسود في إطاره العدالة الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية.

فنقض الفكر الرأسمالي يعتبر حجر الأساس الذي قامت عليه الماركسية لأنه لولا ظهور الرأسمالية ما كان هناك فكر رأسمالي و ما وجد من ينتقد ذلك الفكر، و ينقضه، و مادام الأمر كذلك فعملية النقض تلك تعتبر ضرورة تاريخية بامتياز تلازم الرأسمالية و تتطور بتطورها، إلى أن تقضي عليها. و هذا التلازم الذي بدخل ضمن ضرورة الرأسمالية و الماركسية سيكون محكوما بالاستفادة المتبادلة من التطور الذي يحصل في بنية النظام الرأسمالي، و من الإبداعات الماركسية في نفس الوقت، و لكنها الاستفادة المحكومة بقانون النفي، و هو ما يثبت بطلان مقولة نهاية التاريخ التي ابدعتها الرأسمالية في تجددها بسبب استفادتها من الأزمة التي يعيشها النظام الاشتراكي. و انهيار ما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي كقلعة للاشتراكية، لتعتبر أن النظام الرأسمالي سيبقى قائما و إلى الأبد. و لولا تصدي الماركسية لهذا النوع من الفكر لأصبحت تلك النظرية كتقليعة رأسمالية جديدة بمثابة قرآن منزل من السماء. و لكنها الماركسية بمنهجها الاشتراكي العلمي تصدت لهذه النظرية، و كشفت عن بطلانها و ستنقض كل نظرية رأسمالية كيفما كانت قوتها و عليها فقط أن تجدد نفسها كما تجدد الرأسمالية نفسها.

6) و لتحقيق ذلك التجدد لابد من دور آخر للماركسية يكمن في الاستفادة من العلوم، و تطور تلك العلوم لصالح تطور و تطوير قوانين الاشتراكية العلمية درءا للجمود الذي أصابها و جعلها عاجزة مرحليا عن الكشف عن التناقضات التي لازمت تطور النظام الرأسمالي في جميع المجالات.

فاستفادة الماركسية من تطور العلوم يدخل في سيرورتها و صيرورتها، و يعتبر خاصية أساسية ملازمة لها لاعتبار واحد و هو أن الماركسية تومن بأن لا شيء ثابت في الوجود المادي، و مادامت كذلك فإن الماركسية نفسها تتطور و إلا فإنها ستصاب بالجمود الذي أدى إلى تحلل نظامها و انهياره فيما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي الذي كان محكوما بما عرف بالجمود "العقائدي" الذي جعل الماركسية و الاشتراكية غلافا لصعود طبقة انقضت على النظام الاشتراكي، و حولته إلى نظام رأسمالي هجين يعاني من مختلف الأمراض الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية. و ما وقع في الاتحاد السوفياتي يعتبر اكبر دليل على ضرورة تجدد الماركسية من خلال تعامل الماركسيين معها على أنها تتجدد باستمرار، و أن حياتها في تجددها، و أنها لا تعيش و لا تستمر إلا باستفادتها من تطور العلوم و الآداب و المعارف المختلفة لمواجهة التحديات الكبرى التي تطرح أمامها و خاصة عندما يتعلق الأمر بتحديات العولمة التي تفرض إعادة النظر في المقولات الماركسية التقليدية، و العمل على تطور قوانين التحليل العلمي للماركسية التي تحولت في مرحلة الجمود العقائدي إلى كتاب مقدس يستظهره الماركسيون كما يستظهر أهل الكتاب كتبهم كتعبير عن الانتماء إلى الماركسية بينما نجد أن الممارسة تتناقض مع المقولات الجاهزة نفسها.

7) و أهم دور قامت به الماركسية هو الكشف و لأول مرة في التاريخ البشري عن تمرحل التاريخ، لأنها هي وحدها، و بعد الدراسة المعمقة للتاريخ، و قف مؤسسا الماركسية على تحديد المراحل التاريخية الكبرى عن طريق تطبيق قوانين الدياليكتيك المادي على التاريخ البشري ليجد أن هذا التاريخ مر بمراحل المشاعة و العبودية و الإقطاع و الرأسمالية و الاشتراكية و يهدف إلى الوصول إلى المرحلة الشيوعية التي ينتفي فيها وجود أجهزة الدولة التي يفتقد مبرر وجودها، و ذلك على مستوى التاريخ الأوربي على الأقل. و يمكن أن تختلف مراحل التاريخ البشري عن ذلك في مناطق أخرى إلا أننا مع ذلك الاختلاف سنجد تقاربا في التمرحل، لو وجد من يقوم بالدراسة الهادفة و المتأنية لتاريخ آسيا و إفريقيا و أمريكا إذا تم احترام توظيف القوانين الاشتراكية العلمية، لنقف على مراحل تطور كل قارة على حدة و كل قطر من تلك القارة إلا أن التحريف الذي يلحق الماركسية ادخل الماركسية و الماركسيين في متاهات التحليل الذي يفتقر إلى العملية رغبة في التشويش و سعيا إلى خدمة الطبقات المستفيدة من الأوضاع الاستغلالية القائمة، و تماشيا مع الطبيعة الانتهازية للبورجوازية الصغرى التي تقود عملية ذلك التحريف تجسيدا لنزعتها الانتهازية، و هو ما قاد إلى ظهور اتجاهات لا تحمل من الماركسية إلا الاسم، و تهدف في معظمها إلى التشويش على الماركسية. و لذلك و حتى تلعب الماركسية دورها في القراءة العلمية للتاريخ البشري على المستوى العام، و على المستوى الخاص، لابد من إعادة الاعتبار إلى الماركسية كعلم، و كمنهج و كهدف، بإعادة قراءتها في تطورها قراءة علمية من اجل الوقوف على جوانب التحريف التي لحقتها منذ ظهورها إلى يومنا هذا و بواسطة القوانين العلمية التي أبدعتها الماركسية نفسها لتمكين الماركسيين من استحضار الدور الرائد للتحليل الماركسي في الكشف عن التطور الذي حصل في واقع معين، و القوانين التي تحكمت فيه، وصولا إلى توظيف كل ذلك في عملية التغيير الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و السياسي التي أصبحت تراوح مكانها بسبب غياب التحليل العلمي الماركسي.

و ما يدعيه بعض المحللين من أن الماركسية أصبحت متجاوزة يدخل في إطار التحريف الذي ذكرنا، خدمة للرأسمالية التي تسعى بكل الوسائل إلى تأبيد سيطرتها الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية، و موظفة في سبيل ذلك كل الوسائل بما فيها الدفع باتجاهات ماركسوية للتشويش على الماركسية، و باسم الماركسية. كما تدفع باتجاهات اسلاموية معينة للتشويش على حقيقة الإسلام، و باسم الإسلام خدمة للرأسمالية التي افتعلت عن طريق ذلك التوظيف المشبوه صراعا مريرا بين الإسلام و الماركسية. و كأن الرأسمالية تحترم الإسلام و تعتبر جزءا منه في الوقت الذي نجد فيه أن الاستغلال الرأسمالي يتنافى مع العدالة التي دعا إليها الإسلام، تلك العدالة التي لا تتحقق إلا في الآفاق التي تسعى الماركسية إلى تحقيقها.

Cool و للوصول إلى تصحيح مسار الماركسية العلمي، تكشف الماركسية الدور الذي يلعبه التنظيم بصفة عامة، و التنظيم الحزبي بصفة خاصة، و الذي يهمنا منه هو تأسيس حزب الطبقة العاملة الذي يتبنى الاشتراكية العلمية كأيديولوجية للطبقة العاملة بناء على أن هذا الحزب هو الذي يعمل على :

أ- نشر الوعي العلمي في المجتمع ككل، باعتبار ذلك الوعي دورا رائدا في تنوير جميع أفراد المجتمع عن طريق إزاحة الفكر الخرافي و الممارسة الخرافية من الواقع الذي يتحرك فيه حزب الطبقة العاملة.

ب- بث الوعي الطبقي في صفوف الطبقة العاملة بصفة خاصة باعتبارها المحرك الرئيسي لدائرة الإنتاج، و في صفوف الكادحين بصفة عامة حتى يدركوا بعمق مصلحتهم الطبقية التي تستلزم وحدتهم و نضالهم من اجل حمايتها و الدفاع عنها. و التناقض القائم بينها و بين المصالح الطبقية للمستغلين سواء كانوا مالكين لوسائل الإنتاج أو منظمين لعملية الإنتاج.

ج- الدفع بالطبقة العاملة و سائر الكادحين إلى الانتظام في مختلف التنظيمات الجماهيرية، و خاصة النقابية و الشبابية من اجل العمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية للجماهير الشعبية الكادحة، و تحسيسها بدور التنظيم في نسج لحمة الوحدة بين الكادحين.

د- العمل على تفعيل التنظيم السياسي الخاص بالطبقة العاملة و سائر الكادحين لتحقيق الأهداف المرحلية و المتجسدة في التحرير و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و الأهداف الاستراتيجية المتمثلة في القضاء على أسس الاستغلال المادي و المعنوي و بناء المجتمع الاشتراكي الذي تؤول فيه ملكية وسائل الإنتاج إلى المجتمع ككل.

ه- المحافظة على الوحدة الأيديولوجية و التنظيمية و السياسية للطبقة العاملة، تلك الوحدة التي تعتبر أساسية و ضرورية للمحافظة على وجود وعي طبقي حقيقي في صفوف الطبقة العاملة و حلفائها و إتاحة الفرصة أمام استفادة الشغيلة من التطور الذي يحصل في المعرفة الفلسفية، و في العلوم و التقنيات من اجل تجديد الفكر و تطوير الممارسة.

9) و حزب الطبقة العاملة هو وحده القادر على قيادة تحالف الكادحين في الاتجاه الصحيح من اجل:

أ- تشريح الاختيارات الرأسمالية أو الرأسمالية التبعية من اجل الكشف عن تناقض تلك الاختيارات مع مصالح الطبقة العاملة، الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية إلى جانب حلفائها الكادحين و بيان مدى عمق الاستغلال الذي يستهدف العمال و سائر الكادحين في إطارها من اجل امتلاك الوعي و بضرورة نقضها و العمل على مناهضتها.

ب- المساهمة في تفعيل النضال الديمقراطي في جميع المستويات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية سعيا إلى فرض ديمقراطية حقيقية من الشعب و إلى الشعب.

ج- جعل الجماهير الشعبية الكادحة تملك وعيها الطبقي لتلتحم فيما بينها و تسعى إلى احترام حقوقها، و فرض احترام تلك الحقوق على المسؤولين و على الطبقة الحاكمة.

د-جعلها تلتحق بالتنظيمات المختلفة النقابية و الجمعوية و الحقوقية من اجل التمرس على وضع الملفات المطلبية و النضال من اجل تحقيق تلك المطالب و بالوسائل المشروعة.

ه- تهيئها لاستيعاب أيديولوجية الطبقة العاملة المعبرة عن مصلحة الكادحين الطبقية، و توظيف تلك الأيديولوجية لمناهضة الأيديولوجيات الإقطاعية و البورجوازيات الإقطاعية و البورجوازية و البورجوازية الصغرى.

و- إعدادها لتبني الموقف السياسي لحزب الطبقة العاملة من مختلف القضايا الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية و الدفاع عن ذلك الموقف و الترويج له، و توظيفه لمناهضة مواقف الأحزاب ذات الطابع الإقطاعي و البورجوازي، و البورجوازي الصغير.

ز- الدفع بها في اتجاه الالتحاق بحزب الطبقة العاملة و تعضيده و توطيد صفوفه، و جعله سائدا في الواقع الذي يتحرك فيه حتى يستطيع القدرة على التأثير في الحياة العامة، و في الحياة السياسية و يلعب دوره في جعل الكادحين يقودون عملية التغيير الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و المدني و السياسي.

ح- و بذلك يكون حزب الطبقة العاملة هو المعبر الفعلي عن إرادة الكادحين، و هو القادر وحده على التوجيه السليم في صفوفهم و الساعي إلى جعلهم حريصين على التحلي بإرادة التغيير الفعلي.

10) و تعمل الماركسية بمنهجها العلمي الدقيق و المتطور على نقض المنطلقات المثالية، و بيان دورها في تكريس تضليل الكادحين و طليعتهم الطبقة العاملة. و نقصد هنا بالمنطلقات المثالية ما يعتمد في تحليل الظواهر الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية مما لا علاقة له بتجليات الواقع الذي يزخر بتلك الظواهر حتى و إن كانت تلك المنطلقات مادية صرفة لأن التحليل الملموس للواقع الملموس يقتضي الانطلاق من معطيات ملموسة لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بتكون الظاهرة. و معطيات من هذا النوع لا تكون إلا مادية، و تحليل من هذا النوع سيجنب المحلل الماركسي الوقوع في عملية الإسقاط أو قياس واقع على واقع مخالف، أو نقيض كما ساد في العديد من الأنظمة التي كانت تدعي الاشتراكية أو داخل العديد من الأحزاب التي تدعي تبني الاشتراكية، و النضال من اجلها.

و من المثالية اعتماد نتائج تحليل لنين للواقع الذي عاش فيه لتحليل واقع آخر أو لتطبيق نتائج تحليل لنين على ذلك الواقع الذي يختلف جملة و تفصيلا عن واقع لنين.

و من المثالية الاستهانة بالعلم و نتائجه و اعتماد المنطلقات الخرافية لتحليل الواقع و محاولة فهمه اعتمادا على الفكر الخرافي السائد، ليتحول الواقع بذلك إلى مجرد ظواهر خرافية تقف وراءها كائنات خرافية لا قدرة للبشر على إدراكها.

كما انه من المثالية محاولة فهم الواقع انطلاقا من القناعة الدينية و الفكر الديني فكأن العقائد جاءت لتعطي تفسيرات أبدية للواقع في الوقت الذي يعرف الواقع حركة أبدية متغيرة و متطورة على مستوى الطبيعة و الاقتصاد و الاجتماع و الثقافة و السياسة، و هو ما يقتضي اخذ تلك الحركة بعين الاعتبار بدل اعتماد نظرة الثبات إليها. فالقناعة الدينية تستهدف منظومة القيم الأخلاقية من اجل صقلها و جعلها تسير في اتجاه تحقيق كرامة الإنسان. و هذا الاستهداف لا يمكن أن يكون منطلقا للبحث العلمي الدقيق، و الكشف عن القوانين المتحكمة في الظواهر و عدم اعتماد القناعة الدينية في التحليل العلمي لا يمكن أبدا أن يتناقض مع القناعة الدينية لاعتبارات نذكر منها :

أ- أن العقيدة تتخذ صفة الثبات، و البحث العلمي يتخذ صفة التحول بسبب التطور الذي يعرفه الواقع على جميع المستويات.

ب- أن العقيدة بنصوصها و شعائرها تستهدف صقل الروح و تربيتها و إعدادها لتكريس احترام كرامة الإنسان بينما نجد أن البحث العلمي يستهدف تطوير الواقع المادي الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و المدني و السياسي.

ج- العقيدة و البحث العلمي يستهدفان معا الرفع من قيمة الإنسان المادية و المعنوية حتى يتبوأ مكانة سامية في هذا الكون و يعيش حياة كريمة تحفظ كرامته، و تفرض عليه السعي إلى المحافظة على تلك الكرامة.

و بذلك تكون الماركسية بموضوعيتها، و بمنهجها العلمي الدقيق وسيلة ناجعة لمعرفة الواقع معرفة علمية دقيقة و إدراك ما يجب عمله لتطوير الواقع تطويرا ينسجم مع يجب أن يكون عليه الإنسان.

و الذين يرفضون المنطلقات المادية الملموسة و يتمسكون بالمنطلقات المثالية إنما يسعون إلى تكريس الاستغلال لخدمة مصالح طبقية معينة تستفيد من اعتماد المنطلقات الدينية حتى يتم اعتبار الاستغلال الممارس على أفراد المجتمع قدرا من عند الله، و الأمر ليس كذلك فالله تعالى لا يكون إلا عادلا و العدل من أسمائه الحسنى، و مادام كذلك فالعدل الذي تسعى إليه الماركسية لا يتناقض مع عدل الله الذي يتضمنه قوله تعالى "و أن تعدلوا هو اقرب للتقوى".

11) اكتشاف المنطلقات العلمية الذي يعتبر إبداعا ماركسيا بامتياز لتأسيس فكر اشتراكي علمي حقيقي. فإن الفكر الاشتراكي العلمي ليس مجرد وهم، انه المقولات و القوانين المكونة لمنهج التحليل العلمي التي نرى انه لابد فيها من :

أ- مادية الواقع المتجسدة في الواقع نفسه، و بمختلف مكوناته الروحية و المادية بمظاهر طبيعته و بمجتمعه، و بقوانينه الطبيعة الاجتماعية، بتراثه الحضاري و ما يزخر به من علوم و آداب و ثقافة، و بعاداته و تقاليده و أعرافه، بكل تحولاته التي لا ترى بالعين المجردة.

ب- القوانين الطبيعية التي اكتشفها و يكتشفها العلم الحديث في كل يوم تقريبا، سواء تعلق الأمر بالطبيعة أو بالمجتمع لأن تلك القوانين المكتشفة تساعد على فهم الواقع في أبعاده المختلفة لأجل توظيف ذلك الفهم في إعادة صياغة الواقع.

ج- الأصل هو الوجود أولا ثم بعد ذلك يأتي التفكير الذي يقود إلى عملية الاستدلال على ذلك بكل الوسائل الممكنة بما فيها الجانب الروحي الذي يشترط فيه الوجود الاجتماعي.

د- التطور الذي يحصل باستمرار في الطبيعة و في المجتمع الذي يخرج عن إرادة الإنسان و يكون محكوما بالقوانين الطبيعية و الاجتماعية و هي قوانين موضوعية لازال الإنسان منشغلا بالبحث عنها. و العمل على اكتشافها موظفا في سبيل ذلك كل الإمكانيات العلمية التي اصبح يتوفر عليها.

و الماركسية لا تتوقف عند حدود تفسير الواقع، و لا تعمل على تغييره بل تسعى إلى التعمق في فهم تلك المنطلقات التي تقود إلى ضبط منهج التحليل العلمي الماركسي الهادف إلى اكتشاف ما يجبه من اجل تغيير الواقع الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و السياسي، تغييرا يكون في خدمة تحقيق الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية التي تعتبر ركائز لتحقيق كرامة الإنسان التي هي قوام وجوده الاجتماعي.

و بذلك السعي الماركسي يصبح الإنسان حاضرا في عمق الوجود و عاملا باستمرار على حماية وجوده الذي لا يقوى و لا يتوطد إلا بحفظ كرامته في أبعادها الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية و الحقوقية و المعرفية و العلمية و الروحية، و هي أبعاد ضرورية لوجود الإنسان أولا، و لحفظ كرامته ثانيا.

و هكذا نجد انه في كل تفكير علمي سليم لابد من منطلقات سليمة. و المنطلقات السليمة تحتاج منا إلى التوقف عندها، و هو ما فعلته الماركسية منذ ظهورها، و هو ما تفعله و ستفعله إلى ما لا نهاية. لأن العلم الماركسي هو علم المستقبل، و ليس ما يدعيه علماء المستقبليات الذين تختلف منطلقاتهم، فينتجون فكرا مثاليا لا علاقة له بالعلم. ويساهمون بسبب ذلك في تضليل شرائح عريضة من أفراد المجتمع و هو ما لا يقوى عليه إلا المضللون الذين يسمون أنفسهم مستقبليين.

12) جعل الطبقة العاملة و سائر الكادحين يحملون آمالا في المستقبل بدون حدود، و هو أمر لم يكن قائما قبل ظهور الماركسية. فقد كان السائد هو قبول العمال و الكادحين بما يمارس عليهم من قبل المستغلين من العمال و الكادحين. و الماركسية عندما تقلب الوعي و تعيده إلى طبيعته، إنما تحوله من وعي زائف إلى وعي حقيقي في فكر و وجدان و ممارسة العمال و الكادحين. و لذلك نجد البورجوازيين و الإقطاعيين و كل المستفيدين من الاستغلال يفقدون صوابهم، و يسعون إلى مقاومة الماركسية بكل الوسائل، و يوظفون بالدرجة الأولى الدين الإسلامي و سائر الديانات الأخرى، و يعملون على إنشاء تنظيمات دينية متطرفة للعب هذا الدور، و يخترقون سوق الكتاب و الإعلام السمعي البصري و المكتوب/المقروء، بما يؤدي إلى خلق تيار عام في المجتمعات البشرية يجعل الجماهير الشعبية الكادحة و المقهورة تحارب الماركسية على أنها دعوة إلى الإلحاد، و هو ما يعطي الشرعية للاستغلال و يؤيده، و يعمل على تعميقه باعتباره قدرا، و ليس ممارسة طبقية استغلالية تقود المستفيدين من الاستغلال إلى تعميقه، و اعتبار ذلك أقصى ما وصلت إليه البشرية، أو ما اصبح يعرف بنهاية التاريخ.

و لتحقيق حمولة الآمال في المستقبل في صفوف العمال و باقي الكادحين لابد من :

أ- امتلاك الوعي الطبقي المتمثل بالخصوص في إدراك العلاقة القائمة بين العمال و باقي الكادحين من جهة، و المستغلين من البورجوازيين و الإقطاعيين و سائر المستفيدين من عملية الاستغلال من جهة أخرى، ثم العلاقة القائمة بين العمال و وسائل الإنتاج، و ما يحصل عليه العمال، و ما يذهب إلى جيوب المستغلين.

ب- إدراك أهمية التنظيم على جميع المستويات، و أهمية الانخراط فيه و دوره في تقوية صفوف الكادحين، و فرض احترامهم، و انتزاع مكاسب اقتصادية لصالحهم، لأنه بدون إدراك أهمية التنظيم، لا يحضر في وجدان العمال و في فكرهم، و في ممارستهم الرغبة في التنظيم، و السعي إلى نشأته، و الانخراط فيه.

ج- المساهمة في بناء معرفة مكونات المصلحة الطبقية للعمال و الكادحين عن طريق تكوين ملفات مطلبية و عامة تكون موضوعا للنضال بواسطة الإطارات النقابية و الجمعوية و الحقوقية.

د- وضع برامج للنضال تتناسب مع طبيعة التنظيم الجماهيري الذي ينخرط فيه العمال و الكادحون من اجل انتزاع المزيد من المكاسب لتحسين الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية للعمال و الكادحين.

ه- المساهمة الإيجابية و الفعالة في بناء البرنامج السياسي لحزب الطبقة العاملة، و سائر الكادحين حتى لا يكون ذلك البرنامج مملى من فوق، و حتى يراعى فيه تعبيره عن واقع بعينه. مما يجعل المعنيين به ينخرطون في النضال من اجل تحقيقه في أفق التغيير الشامل للنظام الاستغلالي القائم في مكان ما.

و بالدفع بالعمال في اتجاه امتلاك الوعي الطبقي، و الوعي لا يكون إلا طبقيا، و العمل على اجرأة ذلك الوعي، فإن العمال و سائر الكادحين يحولون اليأس إلى أمل، و الاستسلام إلى مقاومة الاستغلال، و الخضوع للنظام الاستغلالي إلى رفض ذلك النظام، و السعي إلى تغييره بنظام آخر ينتفي فيه الاستغلال.

13) احترام مقومات الشعوب الروحية و الحضارية، لأن تلك المقومات تعتبر شيئا ماديا ملموسا في حياة الشعوب، و لا يمكن أبدا استئصالها و القضاء عليها. و من عملية المنهج العلمي الماركسي الاعتراف بتلك المقومات، و استحضارها في التحليل الملموس للواقع الملموس، و في هذا الإطار لابد أن تستحضر الماركسية معتقدات الشعوب، و دور تلك المعتقدات في تحقيق وحدة كل شعب على حدة. و في العمل على إيجاد علاقات الاحترام بين الشعوب التي تجمعها نفس المعتقدات على اختلاف ألسنتها و ألوانها و انتمائها إلى قارات مختلفة، كالشعوب الإسلامية، و الشعوب المسيحية ... و هكذا.

و الماركسية عندما لا تستحضر المقومات الروحية و الحضارية للشعوب المعنية بالتحليل الماركسي تفتقد كونها علمية. و هي بذلك تفقد مبرر وجودها، لأن المقومات المستهدفة بالاعتبار تقود إلى :

أ- استحضار التاريخ الذي عاشه شعب من الشعوب، و ما حصل فيه من تطور اقتصادي، و اجتماعي، و ثقافي، و مدني، و سياسي و ما ترتب عنه من اكتساب مجموعة من المعتقدات. و ما تكون من عادات و تقاليد و أعراف. و اثر كل ذلك ع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- دور الإسلام و دور الماركسية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- العداء بين الإسلام و الماركسية
» الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- أهداف الإسلام و أهداف الماركسية أو علاقة الالتقاء و الاختلاف
» الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- الإسلام كعقيدة و كشريعة :
» الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- تحويل الإسلام إلى أيديولوجية ممارسة تحريفية
» الماركسية و الاسلام -الاختلاف و الالتقاء- تاريخ الإسلام و تاريخ الماركسية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** قـريـة الـقـديـريـة ** :: قائمة المنتديات :: منتدى السياسة-
انتقل الى: