** قـريـة الـقـديـريـة **
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** قـريـة الـقـديـريـة **

,,,أول موقع خاص لقرية القديرية بإدارة منير أبو ناصر,,,
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المسألة اليهودية بالتفصيل ........

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ahmad-abonaser
عضو فضي
عضو فضي
ahmad-abonaser


عدد المساهمات : 65
نقاط : 211
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 34

المسألة اليهودية بالتفصيل ........ Empty
مُساهمةموضوع: المسألة اليهودية بالتفصيل ........   المسألة اليهودية بالتفصيل ........ I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 26, 2009 12:58 am

تدعي الحركة الصهيونية في معرض تبريرها لنفسها "كحركة تحرر للشعب اليهودي " بان المسالة اليهودية نشأت مع الهجرة القسرية التي تلت أحداث 135م حيث شتت اليهود في أنحاء العالم المعرف أنذالك ( دياسبورا)ولم يندمجوا بالأغيار ( غوييم ) بل حافظوا على خصوصياتهم في ظاهرة شديدة الفرادة وأنهم رغم قسوة التاريخ وجوره وكافة محاولات الاضطهاد حافظوا على وجودهم المستقل المميز وإنهم في الحالات التي حاولوا فيها الاندماج رفضتهم الشعوب الأخرى . وان اليهود لكونهم يهوداً لقوا كل صنوف العذاب والتنكيل لذا فان الحل المنطقي والصحيح هو عودة اليهود إلى فلسطين موطن آبائهم وأجدادهم وبذلك تستقيم الأمور بمعنى يسقط الحيف التاريخي عن الشعب اليهودي وتجد هذه المأساة حلاً لها في مجتمع ودولة كالمجتمعات والدول الأخرى كما تلح الصهيونية على أن اليهود حاولوا دوما ً إلى فلسطين ولكنهم يمكنوا من ذلك فقط مع نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين
إن في التأكيدات التبسيطية البريئة ظاهرياً جملة من المغالطات شكلت نسيج الإيديولوجية الصهيونية أي الأفكار نفسها التي تسوقها لتبرير سيطرتها الاستعمارية على فلسطين والتنكيل بالشعب الفلسطيني وتشريده وتهديد ارض ووجود الشعوب العربية فالكلام عن هجرة مأساوية وعذاب تاريخي خاص باليهود وإصرار عنيد للمحافظة على الشخصية المميزة إنما هو اغرق في التفكير المثالي يصل حد اللغو ويهدف إلى نسج أسطورة تزيد من تماسك الجاليات اليهودية في العالم وتماسك الجاليات اليهودية المتنوعة الثقافة والتكوين والأصول الاثنية على ارض فلسطين ولذا فان كشف زيف هذه الادعاءات مسالة مهمة ليس لتصليب قناعاتنا الحديدية بقضيتنا بل لان هذه الأساطير على قاعدة دعم امبريالي كثيف ووجود عسكري متفوق تشكل عنصر تماسك لهذا المجتمع العنصري المسؤول عن تشريد الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه الوطنية ولذا فنحن معنيون أوليا ً بتوضيح التالي :
أ) ب‌) إن ما تورده التوراة عن وجود التوراة عن وعد قطعه الرب لبني إسرائيل بإعطائهم فلسطين مسالة غير علمية وساذجة والقول بأنه كانت هناك دوما ً إرادة يهودية مشدودة إلى فلسطين قول لا يدعمه العلم ولا تدعمه الدراسات التاريخية الجدية ولا المكتشفات الأثرية وليس هناك ما يثبت أن وراء انتقال إبراهيم من جنوب العراق إلى جنوب فلسطين يكمن شي آخر غير الأسباب المألوفة لهجرات القبائل المثبتة في التاريخ كما أن هجرة أبناء إبراهيم إلى مصر ليست ذات صلة بخروج موسى من مصر ها الخروج الذي حصل بعد مئات السنين وبظروف سبق الكلام عنها أي أن الكلام عن جماعة بشرية هاجرت من العراق بدافع الهي الى فلسطين وطردت منها إلى مصر وبنفس الأمر الإلهي عادت إلى فلسطين .... إن هذا الكلام أسطورة لا علاقة له بالتاريخ والعلم كما ان صلة يهود العالم اليوم بفلسطين هي أسطورة يراد منها تدعيم حق مزعوم بالسيطرة على فلسين
ب ) إن هجرة اليهود القسرية بعد عام 135م سبقتها هجرات يهودية اقتصادية وتشكلت خاليات يهودية كبيرة نسبيا ً على سواحل المتوسط هذه الهجرات شبيهة بهجرات الفينيقيين وسواهم ولا تحمل طابع المأساة أتي يراد تكريسها في الذهن والدفع للاستنتاج بان هناك عذابا ص تاريخيا ً يطارد اليهود منذ فجر التاريخ وانه من باب الإنصاف وإحقاق الحق إعطاء فلسطين لهم
ج )إن وجود وبقاء طائفة يهودية عبر مئات السنين لا يشكل ظاهرة فريدة في أو مستعصية على العلم والفهم والسبب الرئيسي والأساسي لبقاء هذه الطائفة لا يكمن في رغبتها الذاتية أو طاقة استثنائية كامنة فيها بل في التطور الاقتصادي والاجتماعي وللمجتمعات التي عاش فيها اليهود وفي الحقبات التاريخية المعنية والكلام عن قومية يهودية أزلية أي قديمة وملازمة لطبيعة الشعب اليهودي منذ البداية باعتبارها جزءاً لايتجزا من جوهره غير الخاضع لتأثير التحولات التي تمر بها المجتمعات البشرية أن هذا الكلام يشكل إغراقاً في المثالية

2– إن التخلف الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات ما قبل الرأسمالية وعدم المركزة الاقتصادية والسياسية وحالة الركود الطويلة التي عاشتها هذه المجتمعات والتي امتدت في بلادنا مثلا ً إلى فترات حديثة أن هذه الأوضاع سمحت للعديد من الأقليات الدينية و الاثنية أو القومية بالبقاء ولا يشكل اليهود ظاهرة فريدة أو تتميز كثيرا ص عن ظاهرة الكلدان والآشوريين والسريان وسواهم في بلدان المشرق العربي وإما في أوروبا التي شكلت تحديداً رحم المسالة اليهودية وقابلية الحركة الصهيونية لاحقا ً فقد استمر اليهود كطائفة أو طوائف خاصة شديد التنوع ليس لأنهم خارج التاريخ بل لأنهم لعبوا دورا ً محدداً في التاريخ بما هو تاريخ صراع الطبقات وكما يقول ماركس ( نحن إن نبحث عن سر اليهودي في دينه بل سنبحث عن هذا الدين في اليهودي الواقعي ) وهذا الكلام ينطبق بدقة على اوروربا في مرحلة ما فبل الرأسمالية لقد تعاطي اليهود التجارة أسوة بالعديد من الشعوب القديمة الأخرى المهاجرة وكان التجارة تنظم عملية التبادل بين المجتمعات الزراعية وتراكم بذلك رأسمالاً بضا عياً يتولد عن استغلال طرفي أو أطراف التبادل عبر استغلال الفوارق في أسعار الإنتاج السائد في كل منها والاستيلاء على بذلك على جزء مهم من فائض القيمة عن طريق التعامل مع المالكيين الرئيسيين لفائض الإنتاج مثل البلاطات الملكية أو الأسياد الإقطاعيين أو مالكي العبيد إن هذه الوظيفة الاجتماعية الهامشية بحد ذاتها لان الرأسمال البضاعي في الوقت الذب يستغل المجتمع ليساهم ولا يهتم أصلاً بتطوير قوى الإنتاج فيه وهذه الوظيفة هشة أيضاً وسريعة العطب وان يكون بإمكانها الصمود أمام تطور الرأسمال التجاري البرجوازي لاحقا ًالمستجيب لحاجة الإنتاج الصناعي المتوسع في المدن لبيع سلعه ومنتجاته وبخاصة عن طريق تصديرها وسوف يحسم هذا الصراع لصالح البرجوازية التجارية الصاعدة لاحقا ً وسوف يتولد عنه مساس جوهري بوضع القيمين اليهود على هذه الوظيفة على لمستويين الاقتصادي والاجتماعي إلى جانب التجارة مارس اليهود في القرون الوسطى الربا ويقول ماركس بهذا الصدد " إن الرأسمال والربوي هو الأخ التوأم للرأسمال البضاعي " وهو يستجيب لحاجة الإقطاعيين ومالكي الأرض من ناحية والحرفيين والفلاحين من ناحية ثانية ويمارس الاستغلال لكلا القطبين الاجتماعيين ويمتلك الرأسمال الربوي سمات شديدة الشبه بالرأسمال البضاعي من حيث هو وظيفة هامشية تلبي حاجات الاستهلاك ولا تسهم في تطور قوى الإنتاج ووظيفته هشة لن تصمد أمام تطور الرأسمال التجاري ومؤسسات التسليف المتطور كالبنوك .....الخ إن الوظيفة في رأس المال البضاعي والربوي التي مارسها اليهود فرزت ظاهرة مزدوجة فمن جهة كان التاجر والمرابي اليهوديان ( وبالتالي اليهود ) في حالة عداء وتوتر مع كافة عناصر المجتمع الرئيسية حيث كان المرابي مثلا ً لا يكتفي بابتزاز فائض العمل من ضحيته بل كان يستولي تدريجياً حتى على شروط عملها من عقار وسكن .... الخ ,أي كان منهمكاً باستمرار بنزع ملكيتها , من جهة ثانية كان التاجر والمرابي اليهوديان ضروريان للمجتمع الإقطاعي ككل وبفعل هذه الخصوصية استمر اليهود كطائفة بينما انهارت شعوب قديمة تجارية عديدة مع انهيار الإمبراطورية الرومانية لقد كان اليهود ضروريا ً لتجارة المجتمعات التجارية ما قبل الرأسمالية فيما بينها وكان ضروريا ً في المجتمع الإقطاعي الواحد ولذا تمت المحافظة عليه .
ومن الطبيعي أن يتبادر إلى الذهن تساؤل محق ,هل كان كل اليهود تجاراً ومرابين ؟ والجواب بالنفي طبعا ً "إن هؤلاء كانوا يشكلون اقلبة ولكن إلى جانب التجار الكبار والمرابين ومالكي لسفن وتجار الرقيق وصياغ الذهب والفضة , كانت هناك غالبية من الحرفيين الصغار والباعة المتحولين والتجار الصغار ومالكي مشاغل الصناعات اليدوية " أي الأغلبية الساحقة من اليهود كانت تتعاطى مهناً ترتبط أساسا ً في التجارة وتقف في الوسط بين قطبي المجتمع الإقطاعي أي بين الإقطاعيين والفلاحين وقد استمرت هذه الوظيفة الوسيطة بدون منافسة جدية من الفئات المحلية قرونا ً طويلة أي منذ ما قبل الميلاد حتى القرن الحادي عشر في بلدان اوروبا الغربية وحتى القرن الثامن عشر في بلدان اوروبا الشرقية نتيجة تأخر تطور الرأسمالية فيها . فإذا كان لنا أن نجمل فنحن أمام طائفة وطوائف كان لها بمجملها موقف وسيط بين قطبي المجتمع ما قبل الرأسمالي وكانت شريحة عليا من هذه الطوائف تمسك بأعنة الراسمالين البضاعي والربوي الضروريين للارستقراطية وبسبب من هذه الوظيفة كانت الشرائح اليهودية العليا تلقى الحظوة عند الأمراء والملوك والأسياد الإقطاعيين وتمتد هذه الخطوة لتتحول الى حماية تشمل عموم يهود المملكة أو الإمارة ولا تمس خصوصيتهم بل تحافظ عليها .

3- في الوقت نفسه كانت هذه المهن الطفيلية بغالبيتها مشاعر العداء والكراهية لدى جموع الفلاحين وكان الإقطاع يغذي هذه المشاعر لتشويه وعي الجماهير الفلاحية وحرف أنظارها عن عدوها الحقيقي وكذلك كانت الكنيسة الكاثوليكية تفعل لأنها بدورها كانت إقطاعية ,وكانت ديمغوجية الإقطاع والكنيسة تغذي المشاعر المتحفزة ضد اليهود دون أن يودي ذلك إلى اختراق سقف المحافظة عليهم كطائفة ضرورية وبغض النظر عن الحدود التي رسمتها الارستقراطية والكبيسة لانفلات المشاعر الشعبية فقد ساهمت الكراهية المتقدة ضد لليهود طيلة قرون في المحافظة على تماسك التجمعات اليهودية و التفافها حول شرائحها العليا التي تشكل صلة الوصل بينها وبين مصدر الحماية لذا فان المحافظة على وضع مميز ليس مرده الأساسي إلى الدين ولا النزعة مثالية ما باتجاه البقاء رغما ً عن الظروف المحيطة بل تم الحفاظ على اليهود وخصوصيتهم وتغذية هذه الخصوصية عبر قرون بفعل الظروف المادية المحيطة نفسها أما التجمعات اليهودية التي كانت تتماثل في ظروفها المعيشية مع محيطها فقد تلاشت مندمجة مع هذا المحيط على مر السنين وهذا ما حصل مثلا ً للفلاحين اليهود في الجليل حيث اندمجوا في المجتمع الفلسطيني دينا ً وعادات ووجوداً جسديا ً وهذا ما حصل أيضا َ مع يهود دلتا النيل الذين كانوا يتعاطون الزراعة
مع أفول مرحلة ما قبل الرأسمالية انتهت مرحة الثراء الفاحش لليهود وبدأت مرحلة تاريخية طويلة من التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مست ملايين اليهود ,لقد تطورت البرجوازيات المحلية في اوروبا الغربية وأخذت تحل تدريجيا ً ولكن بشكل متسارع محل اليهود في التجارة الدولية ولم تكن هذه العملية مجرد استبدال فئة من التجار بفئة أخرى فقد طرأ تغير جوهري على طبيعة الحركة التجارية . لقد بدأ الرأسمال البضاعي ينهزم أمام الرأسمال التجاري ,فقد نمت البرجوازية التجارية المسيحية داخل رحم مجتمع الإقطاع استجابة لحاجة الإنتاج الصناعي المتوسع في المدن لبيع سلعه ومنتجاته وبخاصة عن طريق تصديرها ان ارتباط البرجوازية المسيحية بالإنتاج المحلي وتوسعه وتحسين أدوات إنتاجه واعتماده عليه في عملها وجني أرباحها يميزها بصورة جذرية عن الرأسمال البضاعي والربوي اليهودي
لم تتمكن البرجوازية التجارية من إزاحة الرأسمال البضاعي من طريقها دون صراع عنيف لتخذ أشكالا دموية ضد اليهود ... لقد كان جوهر الصراع يكمن في الانتقال من نمط إنتاج طبيعي ( إنتاج القيم الاستعمارية ) إلى نمط إنتاج جديد قائم على إنتاج السلع التبادلية وبطبيعة الحال لم يمس هذا التطور الاقتصادي اوروبا الغربية دفعة واحدة أو بالتساوي أو بفترة زمنية قصيرة وفجائية فقد مس بداية بعض المدن المهمة مثل البندقية وبيزا وجنوى في ايطاليا وبروج وغاند وانفرس وبروكسل في بلجيكا وليل وفالانسيان في فرنسا .... الخ , وبالتالي استمر النظام الإقطاعي بالازدهار ...ولم تختف سبل الثراء عن اليهود إذ لا زالت أملاك الأسياد الإقطاعيين تتيح لهم مجالاً واسعا ً وبالتالي تحول الرأسمال التجاري ( البضاعي ) اليهودي بمعظمه إلى رأسمال ربوي مستجيب لحاجة هؤلاء الأسياد .
وكما رأينا سابقا ً فقد مارس اليهود الربا سابقا ص الذي كان على صلة مع الرأسمال التجاري ويلعب دورا ً مكملا له وبالأساس داخل كل مملكة وإمارة ولكن إبعاد اليهود عن التجارة أدى إلى تمركزهم في إحدى الحرف ( الربا ) التي كانوا قد مارسوها سابقا ً كما يؤكد أبراهام ليون . إن هذا الكلام لا ينفي بالطبع تحول العديد من المتمولين اليهود إلى النمط التجاري الجديد ولنهم كانوا قلة ضئيلة لقد كانوا الاستثناء الذي يثبت القاعدة , وإذا كان كلامنا يؤكد على مجرى عام للتطور فهو لا ينفي أيضا ً أن العديد من المسيحيين مارسوا أو حاولوا ممارسة الربا مباشرة أو بواسطة اليهود وتاريخ أوروبا يعج بالأمثلة على هذا الصعيد في هذه المرحلة .
إن القاعدة هنا تخص هنا تخصص طائفة بنشاط اقتصادي محدد تمليه ظروف محددة في كل مرحلة وان هذا التخصص الرئيسي وبغض النظر عن كونه لا يمس لا شريحة وبالنهاية ضئيلة وعليا من الطائفة فهو يحدد ويملي شروط حياة الأغلبية الساحقة من الطائفة أن لم يكن الطائفة بأكملها
لقد حصل تطور ف وظيفة المربي نفسه تحت ضغط التطورات الاقتصادية فلم يعد المرابي مجرد دائن لقاء رهن مساكن أو عقارات أو محاصيل ... وتطورت هذه العملية البسيطة من شكلها البدائي إلى نظام دائني ذي وظيفة تشبه وظيفة البنوك حيث كان التاجر يقوم بإيداع مبلغ ( وديعة ) عند المرابي ويأخذ لقاء ذلك فائدة وعندما تشتري التاجر بضاعة ما يعطي للتاجر الثاني إفادة قابلة للتداول أي بإمكان التاجر الثاني لن يشتري بها بضاعة أو يتم تحصيلها نقداً من عند المرابي الذي أعطى الفائدة الأولى وتصبح الإفادات كصكوك ورقية على المرابي نفسه أن الذي أصبح بذلك مستودعا ً للودائع المغطاة أي مستودعا ً للنقود ولكن مرة أخرى كان ذلك سلوك المرابين الذي تطور وباتجاه المؤسسات الرأسمالية الحديثة أما الأغلبية فميدان نشاطها الرئيس لم يكن التعامل مع التجار بل النبلاء والأسياد من ناحية والمزارعين الحرفيين من ناحية أخرى
كان المرابي يقرض الإقطاعيين والملوك لرفاهيتهم ولمصاريف الحرب ويقرض المزارعين والحرفين ليتمكنوا من تسديد الرسومات والمدفوعات المستحقة عليهم
كما انهزم التاجر اليهودي أمام التاجر المحلي , لحقت الهزيمة بالمرابي اليهودي على يد الصيرفي الذي لا يساهم مباشرة في إنتاج فائض القيمة عبر تمويل المشاريع التجارية والصناعية الكبيرة

4 – لم تقتصر النتيجة على فقدان الدور الاقتصادي البارز في أوروبا الغربية لقد تمت هذه العملية عبر احتكاك متوتر بالنبلاء بسبب مصادرة أجزاء واسعة من أملاكهم المرهونة للمرابين وكذلك عبر استغلال فظ للفلاحين والحرفيين ولذا بالإضافة إلى خسارة موقعهم المتميز عانى اليهود من موجات اضطهادية عنيفة ودموية في هذه الحقبة ورغم بشاعته لم يكن الاضطهاد الدموي المميز الأبرز في حياة اليهود في هذه الحقبة . لقد جرت عملية هجرة واسعة باتجاه أوروبا الوسطى والشرقية وبشكل خاص بولندا وليتوانيا كما شملت هذه الهجرة تركيا وبلدان إسلامية أخرى ومست ملايين اليهود الغربيين , أن هذه الهجرة الكثيفة باتجاه البلدان الأكثر تخلفاً , تعبر عن إرادة تجديد الوظيفة التجارية والربوية في بلدان لم يكن قد أصبح نمط الإنتاج الرأسمالي هو النمط السائد فيها وسوف يجعل من أوروبا الشرقية والوسطى لاحقاً رحم الحركة الصهيونية .
وقد شكل الحرفيون جزءاً هاما من جيش الهجرة الواسع باتجاه البلدان سالفة الذكر , إذ أن اليهود لم يكونوا فقط ضحية تخصص شرائحهم العليا بالتجارة ما قبل الرأسمالية والربا , بل كانوا أيضا ً ضحية تمركزهم الشديد في الحرف على اختلافها , وقد أدى التطور الرأسمالي إلى تصدع خطير في مواقعهم , ودفع أغلبية ساحقة منهم إلى الهجرة , خوفاً من البلترة , وعندما تكررت نفس الظاهرة في أوروبا الشرقية والوسطى مع تسارع نمو الرأسمالية ,’ كان وضع هذه الفئة الواسعة من الحرفيين أكثر مأساوية , لان التطور السريع باتجاه التمركز الرأسمالي والاحتكارات , هدد مواقعها بشكل حاسم ومتصارع .
وما يمكن إضافته أن هذه التطورات الاقتصادية الكبيرة , قادت كذلك ( بالإضافة إلى التمركز في الربا , وضرب الحرفيين وصغار التجار وحركة الهجرة الواسعة ... الخ ) إلى انصهار فئات من اليهود في المجتمعات القربية وان كان من الصعب التقدير الدقيق لحجم هذا الجسم الاجتماعي المنصهر , فانه كان بالغ الأهمية من زاوية كونه مس شرائح مهمة من البرجوازية الكبيرة التي اندمجت في محيطها البرجوازي وقد اتخذ هذا الاندماج ومظاهره العديدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية . إن حركة الاندماج هذه بلغت مداها مع انتصار الثورة البرجوازية الفرنسية وتشريع حقوق الملكية الفردية واعتبار المواطنين متساوين أمام القانون وسوف يكون لحركة الاندماج هذه والمأخوذة بمعناها الشمولي دورا ً بارزاً في دفع المشروع الصهيوني باتجاه التحقق , حيث سوف تستعمل البرجوازية اليهودية الكبيرة نفوذها لمنع الجموع اليهودية المهاجرة من أوروبا الشرقية من الاستقرار في أوروبا الغربية , وتدفعها باتجاه الهجرة إلى الأمريكيتين أو باتجاه فلسطين

5 – في حين كانت تتكثف عملة الاندماج في أوروبا الغربية أو حل المسألة اليهودية , كانت الأمور تسوء في أوروبا الشرقية , وتتطور باتجاه إعادة إثارة المسألة وتعقيدها . فمنذ أوائل القرن الماضي كانت قد أخذت أوضاع اليهود تسوء و بسبب تفسخ المجتمع الإقطاعي والتطور المتسارع للرأسمالية , وفي آلية شديدة الشبه بما حصل في أوروبا الغربية سابقاً لقد شعر اليهود الذين ألفوا , خلال قرون طويلة , للاقتصاد الطبيعي , الأرض تميد تحت إقدامهم . فقد استأثروا طويلا بعمليات التبادل , ولكن مع بداية رسملة روسيا وبولندا ... ( انهارت مواقعهم , ولم تجد أقلية من اليهود الأغنياء مجالاً مناسباً للعمل ...)
وهذا ما يقوله أبراهام ليون . ويورد الدكتور صادق جلال العظم المثال التالي عن رومانيا : " حين وقعت روسيا معاهدة ادريانوبل عام 1829 , فتح باب التجارة على مصراعيه بين رومانيا ( التي كانت تتألف من مقاطعتي مولدافيا وفاليشيا ) وأوروبا الغربية , علما ً أن التبادل التجاري بينهما كان شبه معدوم قبل ذلك . وربما أن طبقة التجار والحرفيين والصناع المسيحيين في رومانيا كانت صغيرة الحجم وضعيفة , ولم تكن في وضع يسمح لها باستغلال الفرص الضخمة للتجارة والإثراء التي ولدها الوضع السياسي الجديد للبلد . وبطبيعة الحال كان اليهود يشكلون الفئة الاجتماعية الوحيدة المؤهلة لاستغلال هذه الفرص والاستفادة منها , بسبب أوضاعهم التاريخية السابقة , وبسبب خبرتهم المالية والتجارية المكتسبة قبلا ً , ولذا فقد اندفعت البرجوازية اليهودية لملء الفراغ الاقتصادي والتجاري الناتج عن توقيع المعاهدة , وظلت السوق التجارية محتكرة من قبلهم وبدون أي منافسة تذكر من البرجوازية المحلية الضعيفة لمدة ثلاثين عاما تقريبا ً , مع نمو الطبقة الوسطى المحلية , وتكوين الدولة القومية الرومانية ( من المقاطعتين الإقطاعيتين السابقتين ) تحركت المسيحية البرجوازية لتنافس البرجوازية اليهودية بضراوة , بغية الاستيلاء على مواقعها ونزع زمام المبادرة منها . كانت نتيجة التنافس المر والمزاحمة التي لا ترحم حركة العداء السامية في رومانيا " كما أن حركة العداء هذه عبرت عن نفسها بمظاهر عنيفة عديدة في روسيا القيصرية ذاتها , على امتداد القرن التاسع عشر وخاصة في النصف الثاني منه
6- لقد دخلت التجمعات اليهودية برمتها في خضم أزمة كبرى فتصدعت مصالح البرجوازية التجارية اليهودية بفعل تطور ومنافسة البرجوازية المحلية , وانهارت مواقع الحرفيين أمام تطور الآلة الرأسمالية ومنافسة الحرفيين المجليين المهاجرين من الريف , وخاصة , بعد أن حررت إصلاحات عام 1863 وإلغاء القنانة في الامبراطوية القيصرية الروسية ملايين الفلاحين وألقت بهم في سوق العمل
عبر آلية شديدة الشبه بما كان قد حصل سابقاً في أوروبا الغربية و تكثفت حملات الاضطهاد , وتسارعت على مر القرن الماضي عملية الهجرة الداخلية ومن ثم الخارجية خاصة . وكان ما يحصل في أوروبا الغربية أكثر تعقيدا ً , لأنه كان يتم في ظل ظاهرة متناقضة , وهي ظاهرة تطور الرأسمالية ودخولها في أزمة تطور الرأسمالية إلى إمبراطورية
لقد دخل اليهود في أوروبا الشرقية في أزمة شاملة , مست جميع فئاتها البرجوازية , والشرائح الواسعة من البرجوازية الصغيرة والوسطى , وكذلك الفئات العمالية . وشكلت هذه الأزمة مرجلاً شديد الغليان لعب الدور الأساسي في تطور الحركة الصهيونية وتحقيق المشروع لصهيوني حيث شكل اليهود في أوروبا الشرقية رأس الحرية في انجاز المشروع ميدانياً ...........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 669
نقاط : 1362
تاريخ التسجيل : 12/08/2009
العمر : 33
الموقع : دمشق

المسألة اليهودية بالتفصيل ........ Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسألة اليهودية بالتفصيل ........   المسألة اليهودية بالتفصيل ........ I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 26, 2009 1:07 am

شكرا على مساهماتك الكثيرة !!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المسألة اليهودية بالتفصيل ........
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النظام الداخلي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وبرنامجها السياسي إعرفهما الأن و بالتفصيل
» القدس في الديانة اليهودية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** قـريـة الـقـديـريـة ** :: قائمة المنتديات :: منتدى السياسة-
انتقل الى: