** قـريـة الـقـديـريـة **
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** قـريـة الـقـديـريـة **

,,,أول موقع خاص لقرية القديرية بإدارة منير أبو ناصر,,,
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الصهيونية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ahmad-abonaser
عضو فضي
عضو فضي
ahmad-abonaser


عدد المساهمات : 65
نقاط : 211
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 34

الصهيونية Empty
مُساهمةموضوع: الصهيونية   الصهيونية I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 26, 2009 12:50 am

- إذا أخذنا المعنى الحرفي للكلمة فهي تعني العودة إلى صهيون ( هضبة في جوار القدس ) , وكان اليهود منذ قرون يتبادلون في عيد الفصح عبارة : " العام القادم في القدس " وكان للعبارة معنى دينيا ً . وقد تواجدت في فلسطين ويشكل دائم جاليات يهودية صغيرة حول المراكز الدينية التقليدية في القدس والخليل وصفد وسبسطية , وتشكلت هذه الجاليات من المسنين الوافدين لقضاء أيامهم الأخيرة قرب أماكن العبادة , وإذا كان لهذه التجمعات خصوصية ما , فأنها لم تكن ترقى لمستوى المجتمع المتكامل ( ولو صغير ), وباستثناء حقوقها الدينية فلم تكن هذه الجاليات تتميز عن محيطها بأكثر مما يسمح به المجتمع ما قبل الرأسمالي يتسم بالعجز عن صهر التجمعات الدينية أو الاثنية ودمجها في مجتمع واحد وإذا كانت هذه الجاليات قد استقرت في أحياء خاصة بها في المدن والمراكز الفلسطينية فإنها لم تتمكن, ولا هي حاولت إنشاء كيان موحد لها في مختلف المدن , ولم تتطور الأمور باتجاه اكتسابها سمات جالية موحدة أو شبه موحدة إنها جزر للتعبد والخدمات تلبية لحاجة الحجاج الوافدين من مختلف بلدان التواجد اليهودي , وبالتالي فان الحنين الدائم إلى فلسطين وبالإضافة لكونه لا يعطي حقوقا ً سياسية فانه لم يعبر عن نفسه سياسيا ً إلا في منتصف القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين أي في ظروف محددة , وهذا إذا استثنينا محاولة نابليون الفاشلة , ودعوات أخرى , وكذلك مثلها وبعدها بدءا ًمن القرن السابع عشر لقد فشلت هذه الدعوات لان الظروف لم تكن قد نضجت بعد.
2 - أما الصهيونية بمعناها السياسي , فهي الحركة السياسية التي نشأت في صفوف البرجوازية اليهودية , تحت ستار إنقاذ اليهود من " عذابهم التاريخي " مقدمة ً بذلك حلاً زائفا ً وعنصريا ًلمشكلة اليهود والأوروبيين الشرقيين منهم بصورة أساسية , حيث كانت تجري منذ بدايات القرن التاسع عشر تغييرات اقتصادية واجتماعية طاحنة , مست طبقات وفئات اجتماعية بكاملها لجهة تبديل موقعها في السلم الطبقي والاجتماعي .إنها ردة فعل البرجوازية الوسطى والصغيرة على التطور الرأسمالي المتأخر في أوروبا الشرقية والوسطى ونمو برجوازيات وسطى وصغيرة في هذه البلدان ومحاولة لتشكيل سوق قومية خاصة بالبرجوازيات اليهودية , سوق بعيد عن منافسة البرجوازيات المحلية في بلدان أوروبا الشرقية والوسطى, كان الوجود اليهودي مركزا ً بشكل أساسي في المدن , ولأسباب تاريخية عديدة ومركبة ( مر ذكرها ) كانت الغالبية الساحقة منهم تتعاطى التجارة والصرافة والحرف والمهن الحرة , وبالتالي برزت هذه الفئات منافسا ً ميدانيا ً للبرجوازية المحلية الناشئة بفعل تفسخ الإقطاع وتطور الرأسمالية , التي دفعت بملايين من الفلاحين إلى المدن في المصانع والحرف والمدارس والوظائف ....
وكان من الطبيعي أن تلجأ هذه البرجوازية الناشئة والمكافحة ضد بقايا أشكال الاقتصاد ما قبل الرأسمالي . ( والمكافحة أيضا ً ضد البرجوازيات الأوروبية التي سبقتها في التطور ) , لاستعمال مختلف الأساليب والأسلحة ضد منافستها في الداخل والتي كان أبرزها تسعير مشاعر العداء للسامية , هذه المشاعر التي تجد جذورها العميقة في الوعي الجماعي المزيف للجماهير , هذا الوعي الذي تشكل عبر مئات السنين ضد : المرابي اليهودي " المتحكم بأعناق الناس وأرزاقهم , عبر الرهونات ومصادرة المساكن والأرض والغلال ....
إن هذا النسق من الأفكار كان يتغذى كذلك من الإرث الإيديولوجي للمجتمع الإقطاعي , حيث كان الدين المسيحي يشكل الإيديولوجية الرسمية لقرون طويلة , وتحمل هذا الدين -الايدولوجيا - مؤسسة ضخمة( كانت واقعيا ً جزءاً مهما ً من نسيج المجتمع الإقطاعي ) . لذا فان استثارة العوام ضد صالبي المسيح , مصاصي دماء الشعوب , ممارسي الطقوس الدموية ... , كانت تترجم في العقل الباطني الجماعي إلى دعوة للعنف , وكانت هذه الدعوة تلقى تبريرها في الواقع اليومي المعاش , في القلق العميق لمجتمع يعيش تحولات تمس الملايين , وتقذف بهم خارج نسق حياتهم المعتادة فريسة الخوف من المستقبل وفريسة العوز والبؤس الحقيقي , وكانت الشرائح الدنيا للبرجوازية الصغيرة وحثالة البروليتاريا في هذه البلدان تشكل جيشا ً جاهز للاقتصاص من اليهود. إن التطورات الاقتصادية الكبرى وحملات الإرهاب والتنكيل المعادية لليهود التي رافقتها على خلفية تطور الرأسمالية الى امبريالية , دفعت نحو الحركة الصهيونية , أي الحركة القومية للبرجوازية الصغيرة والوسطى التي تفتش عن سوقها خارج حدود بلدان أوروبا الشرقية والغربية . وولدت كذلك حركة هجرة يهودية لم يسبق لها مثيل باتجاه الأمريكيتين وأوروبا الغربية , وقليلاً جدا ً باتجاه فلسطين حتى ثلاثينيات القرن العشرين . فبين عام 1880 وعام 1929 ( أي خلال خمسين سنة ) هاجر من روسيا إلى الأمريكيتين 1930000 يهوديا ً , بينما هاجر إلى فلسطين 45 يهوديا ً فقط
3 - فيما سبق اشرنا إلى الاتجاهات العامة للتمايز الاجتماعي في صفوف المجتمع اليهودي في أوروبا الشرقية . ومن الضروري للابتعاد عن التبسيط المشوه , أن نقرر بان التطورات الاقتصادية الاجتماعية فرزت تمايزا ً اجتماعيا بارزا ً داخل صفوف اليهود الشرقيين , فمن جراء المنافسة غير المتكافئة مع البرجوازيات المحلية , حصلت عملية تحويل بروليتاري ( بلترة ) لشرائح هامة من البرجوازية الوسطى والصغيرة اليهوديتين . إن الإحصاءات الروسية لعام 1897 , تظهر التوزع المهني التالي لليهود مقارنة مع غير اليهود في روسيات القيصرية:
قطاع يهود مجموع السكان
زراعة 2.5 % 53.00%
صناعات 36.2% 14.6%
تجارة ونقل 34.6% 7.4%
خدمات شخصية 11.9% 11.8%
مهن حرة ووظائف دولة 7.2% 8.2%
مهن غير منتجة وغير محددة 7.6% 5.2%
المجموع 100% 100%



من الملفت للنظر في هذه الإحصائية هو حجم العمال اليهود في الصناعات منسوبا ً إلى حجم العمال بعموم السكان , لكن الملاحظة تبقى شكلية مشوهة إذا لم نتمكن من التدقيق بطبيعة هذه الصناعة وبالتركيب الداخلي للفئات العمالية . ولما كانت التصنيفات الدقيقة للفترة الزمنية نفسها وفي البلد نفسه , فيمكننا الاستعانة بإحصائية أخرى مقارنة في بولندا لعام 1931 منطلقين من تشابه وضع اليهود في كلا البلدين

نمط المؤسسة يهود غير يهود
مؤسسة صغيرة 82% 37%
مؤسسة متوسطة 15% 20%
مؤسسة ثقيلة 3% 42%
المجموع 100% 99%



منن هذه اللوحة نستخلص أن بنية الطبقة العاملة اليهودية تختلف عن بنية الطبقات العاملة بشكل عام في البلدان المعنية , وان غالبية الأجراء اليهود هم حرفيون في مشاغل أرباب العمل اليهود أو في مصانعهم الصغيرة وبالتالي ممكن أن نستخلص مع الكاتب جاكوب ليستنكي أن بلترة البرجوازيات اليهودية الوسطى , التي كانت تنحدر طبقيا ص بقيت ظاهرة هامشية , لان عملية تحول التاجر اليهودي إلى ما قبل الرأسمالي إلى عامل حرفي , تقاطعت مع عملية أخرى , وهي إزاحة العامل اليهودي بواسطة الآلة , وأصبح محكوما ً على الجماهير اليهودية المطرودة من المدن الصغيرة والعاجزة عن التبلتر بالهجرة
وإذا كنا نعيد التطرق للهجرة بنتائجها وانعكاساتها , فان ما يهمنا الآن هو التأكيد على
الاستنتاجات التالية :
أولا ً : إن أول ما يلفت النظر هو هشاشة التكوين العمالي اليهودي , وهو اقرب إلى الشرائح الدنيا من البرجوازية الصغيرة , وان هذا التركيب سوف ينعكس على البرامج وسياسة الأحزاب العمالية اليهودية التي سوف تتميز بالتذبذب وشدة التأرجح بين السلوك الطبق الثوري وبين الصهيونية لتنجرف بالمحصلة باتجاه الصهيونية
ثانيا ً : إن هذا التركيب الهش بفعل التحولات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة في صفوف اليهود , وفي سياق تطور الرأسمالية إلى امبريالية , والتفتيش عن أسواق خارجية بتبريرات إيديولوجية قومية , رمى بشرائح واسعة من الجماهير اليهودية في أحضان البرجوازية الصغيرة وإيديولوجيتها الصهيونية , خاصة وان التحولات ترافقت مع عداء مستحكم من المحيط , عبّر عن نفسه بموجات عنيفة من العداء للسامية , كانت تتخذ من حين لآخر شكل انفجارات دموية , إما عفوية أو منظمة من قبل السلطات الحاكمة
ثالثا :ً إن هذا التركيب الطبقي ذاته , سوف يعبر عن نفسه بولادة تيارات صهيونية متعددة ,
شديدة التلون وبأحزاب ومنظمات صهيونية متعددة , يمينية وذا تلاوين يسارية ,
تفصلها حدود هلامية فيما بينها , وان هذه التنظيمات سوف يلعب دورا ً سياسيا ً تعبويا ًهاما ً , وسوف يكون لها تأثيراتها على الأحزاب الصهيونية التي سوف تتشكل في فلسطين , أي سوف تترك في هذه الأحزاب العديد من سماتها .
ومن الضروري التطرق إلى هذه التيارات المهمة , والتي شكلت روافد أساسية للحركة الصهيونية و التي تغلغلت في أوساط جماهيرية واسعة , شكلت عماد عملية الاستيطان ورأس الحربة فيه وفي قيام إسرائيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصهيونية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التيارات الصهيونية " العمالية "

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** قـريـة الـقـديـريـة ** :: قائمة المنتديات :: منتدى السياسة-
انتقل الى: